فذهب جماعة منهم إلى أنه مدلول للكلام اللفظي و معناه.
و ذهب آخرون إلى أنه مغاير لمدلول اللفظ و ان دلالة اللفظ عليه من قبيل دلالة الفعل الاختياري على إرادة الفاعل.
و على ذلك بنوا القول بقدم القرآن، نظرا إلى أنه كلام اللّه الذي هو من
صفاته الذاتية القديمة بقدمه، و المعروف بينهم اختصاص القدم بالكلام، الا أن الفاضل القوشجي نسب إلى بعضهم القول [1] بقدم جلد القرآن و غلافه أيضا.
و في مقابل هذه الطائفة، ذهب غيرها من طوائف المسلمين إلى حدوث القرآن، و ان كلامه اللفظي مخلوق له، و ليس هناك نوع آخر من الكلام.
أدلة الاشاعرة على الكلام النفسي
و قد استدل القائلون بثبوت الكلام النفسي على مدعاهم بوجوه:
الأول: ان الكلام اللفظي المؤلف من الحروف الهجائية المتدرجة في الوجود أمر حادث يستحيل اتصاف اللّه تعالى به في الأزل و غير الازل و إلا لزم اتحاد القديم مع الحادث و هو محال، لأن صفات اللّه عز و جلّ عين ذاته.