اللوح المحفوظ الذي لا تغير فيه أصلا و هو مطابق لعلمه تعالى، و الآخر لوح المحو و الاثبات فيثبت فيه شيئا ثم يمحوه لحكم كثيرة لا تخفى على أولى الالباب.
مثلا: يكتب فيه أن عمر زيد خمسون سنة، و معناه أن مقتضى الحكمة أن يكون عمره كذا إذا لم يفعل ما يقتضى طوله أو قصره، فإذا وصل الرحم مثلا يمحى الخمسون و يكتب مكانه الستون و إذا قطعها يكتب مكانه أربعون، و في اللوح المحفوظ أنه يصل و عمره ستون، كما أن الطبيب الحاذق إذا اطلع على مزاج شخص يحكم بأن عمره بحسب هذا المزاح يكون ستين سنة فإذا شرب سما و مات أو قتله انسان فنقص من ذلك أو استعمل دواء قوى مزاجه فزاد عليه لم يخالف قول الطبيب.
و التغيير الواقع في هذا اللوح مسمى بالبداء اما لانه مشبه به كما في سائر ما يطلق عليه، تعالى من الابتلاء و الاستهزاء و السخرية و أمثالها، أو
لانه يظهر للملائكة أو للخلق إذا أخبر بالاول ما اعلموا أولا [1]، انتهى
تنبيهات
و تمام الكلام في المقام بالتنبيه على أمور:
الأول: أن ما ذكرناه في معنى البداء المستفاد من الاخبار، هو الظاهر من