الخارجية و أفعاله، و أما أفعال العباد فلا تكون متعلقة لإرادته تعالى و ان كان فيض الوجود و القدرة و سائر المبادئ من قبل اللّه تبارك و تعالى، بل موجد فعل العبد هو النفس بوساطة أعمال القدرة بلا دخل لإرادته فيه، فلا تكون أفعال العباد متعلقة لإرادته حتى يلزم الجبر.
و لأئمتنا الأطهار عليهم الصلاة و السلام كلمات في هذا الموضوع تشير إلى ما ذكرناه:
منها: ما رواه المحقق المجلسي عن إمامنا الهادي (ع): أنه سئل عن
أفعال العباد أ هي مخلوقة لله؟ فقال: لو كان خالقا لها لما تبرأ منها [1].
و منها: خبر صالح النيلي عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) في حديث: و لكن حين كفر كان في إرادة اللّه تعالى أن يكفر، و هم في إرادة اللّه و في علمه أن لا يصيروا إلى شيء من الخير، قلت: أراد منهم ان يكفروا؟ قال (عليه السلام): ليس هكذا أقول، و لكني أقول علم أنهم سيكفرون [2]. و نحوهما غيرهما.
و على الجملة كون إرادة اللّه تعالى من الصفات الفعلية و عدم تعلقها بأفعال العباد الاختيارية، ينبغي أن يعد من الأمور المسلّمة.
و ما عن المتكلمين من النزاع و الجدال في أن إرادته تعالى حادثة أم قديمة، يبتنى على أن يكون المراد من الإرادة هو الشوق.