أضف إلى ذلك أن غاية ما هناك دلالة الآيات على كون جميع الاشياء مخلوقة لله تعالى، و منها الأفعال الاختيارية، فيخصص عمومها بالآيات الكثيرة المتضمنة لنسبة الأفعال الاختيارية إلى العباد البالغة مائة آية، كقوله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ[1] و قوله سبحانه: فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا[2] إلى غير ذلك من الآيات الكريمة.
بل لو تدبرنا في القرآن الكريم نجد أنه تعالى نسب في ما يقرب من ثلاثمائة آية العمل و الفعل إلى الإنسان، وعليه فلا شك في تخصيص الآية الشريفة بها.
الاستدلال للجبر بانتهاء الأفعال إلى إرادة اللّه تعالى
ثانيها: ان أفعال العباد اما أن تكون متعلقة لمشيئة اللّه و ارادته الازلية.
و اما أن لا تكون كذلك.
و على الأول يجب وجودها و إلا لزم تخلف المراد عن إرادته.
و على الثاني يمتنع وجودها، إذ بما أن أفعال العباد من الممكنات و كل ممكن