و أما" الامر بين الامرين" فهو أمر دقيق لا يعلمه الا العالم أو من علمه اياه العالم كما في خبر صالح بن سهل [1]، و سر اللّه كما في النبوى [2] و بمعناهما أخبار أخر.
و قد قال الفخر الرازي: حال هذه المسألة عجيبة، فان الناس كانوا فيها مختلفين أبدا بسبب أن ما يمكن الرجوع فيها إليه متعارض متدافع.
ثم ذكر جملة من أدلة الطرفين ثم قال: و أما الدلائل السمعية فالقرآن مملو
[1] الكافي ج 1 ص 159 بابي الجبر و القدر ح 10 عن أبي عبد اللّه (ع) قَالَ سُئِلَ عَنِ الْجَبْرِ وَ الْقَدَرِ فَقَالَ لا جَبْرَ وَ لا قَدَرَ وَ لَكِنْ مَنْزِلَةٌ بَيْنَهُمَا فِيهَا الْحَقُّ الَّتِي بَيْنَهُمَا لا يَعْلَمُهَا إلا الْعَالِمُ أَوْ مَنْ عَلَّمَهَا إِيَّاهُ الْعَالِمُ.
[2] كما في كتاب الوافي ج 1 ص 537، و عن نهج البلاغة ح 287، ص 526 و في روضة الواعظين في باب القضاء و القدر ص 40، عن أمير المؤمنين (ع) أنه سُئِلَ عَنِ الْقَدَرِ فَقَالَ: طَرِيقٌ مُظْلِمٌ فلا تَسْلُكُوهُ وَ بَحْرٌ عَمِيقٌ فلا تَلِجُوهُ وَ سِرُّ اللَّهِ فَلا تَتَكَلَّفُوهُ.