لزوم البحث عن العوارض الذاتية لموضوع العلم و عدمه
الامر
الثالث: في لزوم البحث عن العوارض الذاتية لموضوع العلم و عدمه.
قد طفحت كلمات القوم و أهل الفن بان" موضوع كل علم ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتية" [1]، مع أنهم صرحوا بان العارض للشيء بواسطة أمر أخص عارض غريب لا ذاتي. فيشكل حينئذ بان اغلب محمولات العلوم، عارضة لأنواع موضوعاتها، فتكون أعراضا غريبة بالنسبة إلى موضوع العلم.
و قبل الشروع في ما ذكره الأصحاب في التفصي عن هذه العويصة، و بيان ما هو الحق عندنا لا بد من تقديم مقدمة:
و هي أن العوارض جمع العارض، لا العَرَض، فإن جمعه الأعراض [2]، و هو
[1] من أوائل من صرح بهذا التعريف في علم الأصول ممن عثرنا عليهم العلامة المحقق محمد تقي الأصفهاني في هداية المسترشدين ج 1 ص 14 و المتوفى 1248 حيث نسبه إلى المشهور خلافاً لما ذهب إليه صاحب المعالم. ثم محمد حسين الأصفهاني في الفصول الغروية ص 10 و المتوفى 1254. ثم المحقق الرشتي المتوفى 1312 ه ق في كتابه بدائع الأفكار ص 27 و 29 و 32. و غيرهم.
[2] كما في مجمع البحرين ج 4 ص 215 تعريف العرض بالتحريك. و قال في تاج العروس إن العرض جمعه أعراض ج 5 ص 47. و كذا في الصحاح ج 3 ص 1086 ط 4 بيروت قال: جمع العارضة أعراض.