نام کتاب : رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله جلد : 1 صفحه : 189
و عن ابن عبّاس قال: قال عليّ (عليه السّلام) لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): إنّك لتحبّ عقيلا؟
قال: إي، و اللّه إنّي لأحبّه حبّين حبّا له و حبّا لحبّ أبي طالب له و أنّ ولده المقتول في محبّة ولدك فتدمع عليه عيون المؤمنين و تصلّي عليه الملائكة المقرّبون [1].
و عن أبي هارون المكفوف قال: قال لي أبو عبد اللّه (عليه السّلام): انشدني في الحسين فأنشدته فقال: انشدني كما تنشدون- يعني بالرّقة- فأنشدته، فبكى و سمعت البكاء من خلف الستر [2].
أقول: الرّقة بالكسر و يراد به الخون و هو عبارة عن الإنشاد بالصوت كما هو المتعارف في هذه الأعصار و ما قبلها، و من ثمّ استثنى فقهاءنا (رضوان اللّه عليهم) من الغنا مراثي الحسين (عليه السّلام).
و عن مسمع كردين قال: قال لي أبو عبد اللّه (عليه السّلام): أنت من أهل العراق أما تأتي قبر الحسين؟ قلت: لا أنا رجل مشهور من أهل البصرة و عندنا من يتّبع هوى هذا الخليفة و أعداءنا كثيرة قال لي: أفما تذكر ما صنع به؟ قلت: بلى.
قال: فتجزع؟
قلت: إي و اللّه حتّى يرى أهلي أثر ذلك عليّ.
قال: أمّا أنّك من الذين يعدون في أهل الجزع لنا إنّك سترى عند موتك حضور آبائي لك و وصيّتهم ملك الموت بك و ما يلقونك به من البشارة ما تقرّ به عينك، فملك الموت أرقّ عليك من الأمّ الشفيقة على ولدها ثمّ قال: يا مسمع إنّ الأرض و السماء لتبكي منذ قتل أمير المؤمنين رحمة لنا و ما رقأت دموع الملائكة منذ قتلنا و ما بكى أحد رحمة لنا إلّا (رحمه اللّه) قبل أن يخرج الدمعة من عينه، فإذا سالت دموعه على خدّه. فلو أنّ قطرة من دموعه سقطت في جهنّم لأطفأت حرّها و أنّ الموجع قلبه لنا ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتّى يرد علينا الحوض، و أنّ الشارب منه ليعطى من اللّذة و الطّعم و الشهوة له أكثر ممّا يعطاه من هو دونه في حبّنا، و أنّ على الكوثر أمير المؤمنين و في يده عصاء من