نام کتاب : رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله جلد : 1 صفحه : 175
وضع حلّة الحسين (عليه السّلام) في الطشت و كان له من العمر [خمس سنين] [1] فقال له: أيّ لون تريد حلتك؟
فقال الحسين (عليه السّلام): يا جدّاه أريدها حمراء ففركها النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) في ذلك الماء فصارت حمراء كالياقوت الأحمر فلبسها الحسين (عليه السّلام) ففرح النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) بذلك و توجّها إلى أمّهما فرحين، فبكى جبرئيل (عليه السّلام) لمّا شاهد تلك الحال، فقال النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): يا أخي في مثل هذا اليوم الذي فرح فيه ولداي تبكي فباللّه عليك إلّا ما أخبرتني، فقال: اعلم يا رسول اللّه أنّ اختيار ابنيك على اختلاف اللون فلا بدّ للحسن أن يسقوه السمّ و يخضرّ لون جسده من عظم السمّ و لا بدّ للحسين أن يقتلوه و يذبحوه و يخضب بدنه من دمه، فبكى النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و زاد حزنه لذلك [2].
و روي أنّه لمّا أتى الحسين (عليه السّلام) سنتان خرج النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) إلى سفر فوقف في الطريق و دمعت عيناه فسئل عن ذلك فقال: هذا جبرئيل يخبرني عن أرض بشطّ الفرات يقال لها كربلاء يقتل فيها ولدي الحسين و كأنّي أنظر إليه و إلى مصرعه و مدفنه بها و كأنّي أنظر إلى السبايا على أقتاب المطايا و قد أهدى رأس ولدي الحسين إلى يزيد لعنه اللّه، فرجع من سفره مغموما مهموما فصعد المنبر و أصعد معه الحسن و الحسين، فلمّا فرغ من خطبه وضع يده اليمنى على رأس الحسن و يده اليسرى على رأس الحسين و قال: اللّهمّ هذان أطايب عترتي و قد أخبرني جبرئيل أنّ ولدي هذا مقتول بالسمّ و الآخر شهيد مضرّج بالدّم، اللّهم فبارك له في قتله و اجعله من سادات الشهداء فضجّ الناس بالبكاء و العويل فقال النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): أيّها الناس تبكونه و لا تنصرونه اللّهم فكن أنت له وليّا و ناصرا ألا انّه سيرد عليّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الامّة؛ الاولى: راية سوداء مظلمة و فرغت منها الملائكة فتقف عليّ فأقول لهم من أنتم؟
فينسون ذكري و يقولون: نحن أهل التوحيد من العرب فأقول لهم: أنا أحمد نبيّ العرب و العجم، فيقولون: نحن من امّتك فأقول: كيف خلّفتموني من بعدي في أهل بيتي و كتاب
[1]- زيادة عن مدينة المعاجز (3/ 521) و مصورة المخطوط لا تقرأ.