فقال عليّ: كلمة حقّ أريد بها باطل‌ [1]. إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) وصف أناسا إنّي لأعرف وصفهم في هؤلاء، يقولون الحقّ بألسنتهم لا يجوز هذا منهم- و أشار إلى حلقه- من أبغض خلق اللّه إلى اللّه، فيهم أسود إحدى يديه حلمه ثدي‌ [2]. فلمّا قتلهم عليّ رضى اللّه عنه قال: «انظروا، فنظروا فلم يجدوا، فقال: ارجعوا فو اللّه ما كذبت‌

و لكن الخوارج استدلوا بقول اللّه على تبرير معصية اللّه الّذي قال: أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‌. النّساء: 59.

و الإمام من أولي الأمر، و الخوارج مرقوا من الدّين لأنّهم عصوا الإمام و أفسدوا في الأرض. و ثبت عن الرّسول (صلّى اللّه عليه و آله) بالتّواتر أنّه وصف الخوارج بقوله: «يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّمية».

انظر، صحيح البخاريّ: 9/ 21، صحيح مسلم: 2/ 741، كنز العمّال: 11/ 208. و في الخطبة (40) ذكر الإمام قول الخوارج، و ردّ عليه بمنطق الدّين و العقل.

[1] انظر، نهج البلاغة: الخطبة (40). فقال عليّ (عليه السلام) كلمة حقّ اريد بها باطل ... نعم إنّه لا حكم الّا للّه، و لكنّ هؤلاء يقولون: لا إمرة الّا للّه، و إنّه لا بدّ للنّاس من أمير برّ، أو فاجر يعمل في إمرته المؤمن، و يستمتع فيها الكافر، و يبلّغ اللّه فيها الأجل، و يجمع به الفي‌ء، و يقاتل به العدوّ، و تأمن به السّبل، و يؤخذ به للضّعيف من القويّ، حتّى يستريح برّ، و يستراح من فاجر».

انظر، تذكرة الخواصّ: 95، و مروج الذّهب للمسعودي: 2/ 404، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/ 307 تحقيق: محمّد أبو الفضل دار إحياء التّراث العربيّ، وقعة صفّين: 517.

[2] انظر، الفتوح لابن أعثم: 2/ 260 و 261 و 265، الأخبار الطّوال: 206، الإمامة و السّياسة:

1/ 161 و 163، و انظر ترجمته في أسد الغابة لابن الأثير: 1/ 396، الإصابة لابن حجر العسقلاني:

1/ 329 التّرجمة (1661) القسم الأوّل و هو ذو الخويصرة، و كان رجلا أسود منتن الرّيح له ثدي كثدي المرأة، إذا مدّت كانت بطول اليد الاخرى، و إذا تركت اجتمعت و تقلّصت، و صارت كثدي المرأة، عليها شعرات مثل شوارب الهرّة ...

انظر، شرح النّهج لابن أبي الحديد: 2/ 276 تحقيق محمّد أبو الفضل، كشف اليقين: 165، نيل الأوطار من أحاديث سيّد الأخبار شرح منتقى الأخبار، محمّد بن عليّ بن محمّد الشّوكاني:

7/ 185، البداية و النّهاية: 4/ 362.