ظبية البان
(البسيط)
هذه القصيدة هي من الحجازيات المشهورة نظمها في المحرم من سنة 395.
يا ظبية البان ترعى في خمائله، # ليهنك اليوم أنّ القلب مرعاك
الماء عندك مبذول لشاربه، # و ليس يرويك إلاّ مدمعي الباكي
هبّت لنا من رياح الغور رائحة # بعد الرّقاد عرفناها بريّاك [1]
ثمّ انثنينا، إذا ما هزّنا طرب # على الرّحال، تعلّلنا بذكراك
سهم أصاب و راميه بذي سلم # من بالعراق، لقد أبعدت مرماك [2]
وعد لعينيك عندي ما وفيت به، # يا قرب ما كذبت عينيّ عيناك
حكت لحاظك ما في الرّيم من ملح # يوم اللّقاء فكان الفضل للحاكي
كأنّ طرفك يوم الجزع يخبرنا # بما طوى عنك من أسماء قتلاك [3]
أنت النّعيم لقلبي و العذاب له، # فما أمرّك في قلبي و أحلاك
عندي رسائل شوق لست أذكرها، # لو لا الرّقيب لقد بلّغتها فاك
سقى منى و ليالي الخيف ما شربت # من الغمام و حيّاها و حيّاك [4]
إذ يلتقي كلّ ذي دين و ماطله، # منّا، و يجتمع المشكوّ و الشّاكي
لمّا غدا السّرب يعطو بين أرحلنا، # ما كان فيه غريم القلب إلاّك [5]
هامت بك العين لم تتبع سواك هوى، # من علّم البين أنّ القلب يهواك
حتّى دنا السّرب، ما أحييت من كمد # قتلى هواك، و لا فاديت أسراك
[1] الريا: الرائحة الزكية الطيبة.
[2] ذو سلم: اسم موضع.
[3] الجزع: اسم موضع.
[4] منى و خيف: موضعان.
[5] يعطو: من العطو و هو رفع الرأس و اليدين.