سأذهب عنكم غير باك عليكم، # و ما لي عذر أن تفيض المدامع
و أهجركم هجر المفيق من الهوى # خلا القلب منه و اطمأنّ المضاجع
و أعتدّ فجّا أنتم من حلاله، # ثنيّة خوف، ما لها اليوم طالع
و ما موقفي و الرّكب يرجو على الصّدى # موارد قد نشّت بهنّ الوقائع [1]
أفارقكم لا النّفس و لهى عليكم # و لا اللّبّ مخلوس و لا القلب جازع
و لا عاطفا جيدي إليكم بلفتة # من الشّوق ما سار النّجوم الطّوالع
و لا ذاكرا ما كان بيني و بينكم # مراجعة، إنّ المحبّ المراجع
نبذتكم نبذ المخفّف ثقله، # و إنّي لحبل منّة الغدر قاطع
سهام الدهر
(البسيط)
ما أخطأتك سهام الدّهر رامية، # فما أبالي من الدّنيا بمن تقع
النّاس حولك غربان على جيف، # بله عن المجد إن طاروا و إن وقعوا
فما لنا فيهم، إن أقبلوا، طمع، # و لا عليهم، إذا ما أدبروا، جزع
ماش الدهر
(الطويل)
يقولون ماش الدّهر من حيث ما مشى، # فكيف بماش يستقيم و أظلع
و ما واثق بالدّهر إلاّ كراقد # على فضل ثوب الظّلّ و الظلّ يسرع
و قالوا: تعلّل!إنّما العيش نومة # يقضّى و يمضي طارق الهمّ أجمع
و لو كان نوما ساكنا لحمدته، # و لكنّه نوم مروع مفزّع
[1] نشت: أخذ ماؤها في النضوب.
غ