الدمع قريب
(الكامل)
الدّمع مذ بعد الخليط قريب، # و الشّوق يدعو، و الزّفير يجيب
ما كنت أعلم أنّ يوم فراقكم # تبقي عليّ نواظر و قلوب
إن لم تكن كبدي غداة وداعكم # ذابت، فأعلم أنّها ستذوب
داء طلبت له الأساة، فلم يكن # إلاّ التّعلّل بالدّموع طبيب [1]
إمّا أقمت، فإنّ دمعي غالب # لعواذلي، و تجلّدي مغلوب
أبقوا عليلا بعدهم لا برؤه # يرجى، و لا الآمال فيه تخيب
كطريد يوم الورد طال هيامه، # فغدا يحوم على الرّدى و يلوب [2]
بفؤاده و بصفحتيه من الصّدى # و من الرّماء عن الحياض ندوب
أسوان يفتق صبره إفتاقة # أمما، و يغمز بالجوى، فيغيب [3]
سأصبر
(الطويل)
سأصبر إنّ الصّبر مرّ صدوره، # ألا ربّما لذّت لقلبي عواقبه
و لا بدّ أن يعطي على البعد دولة، # فنأمن بينا، أو رقيبا نراقبه
فلا قلب لي إلاّ و أنت حجابه؛ # و لا سرّ لي إلاّ و ذكرك حاجبه
[1] الأساة، جمع الآسي: الطبيب.
[2] يلوب، من لاب: عطش، و لاب البعير حام حول الماء و هو لا يصل اليه.
[3] أسوان: حزين.
غ