قال ابن إسحاق: و حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر قال: ثم انصرفوا عنهم فأتوا عبد اللَّه بن أبيّ يعني ابن سلول فسألوه [ (1)]، فقال: إنّ هذا الأمر جسيم و ما كان قومي ليتفوّتوا عليّ بمثله، فانصرفوا عنه [ (2)].
و قال ابن إدريس، عن ابن إسحاق: حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر أنّ رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) قال لهم: ابعثوا منكم اثني عشر نقيبا كفلاء على قومهم، ككفالة الحواريّين لعيسى ابن مريم، فقال أسعد بن زرارة: نعم يا رسول اللَّه، قال: فأنت نقيب على قومك،
ثم سمّى النّقباء كرواية معبد بن مالك.
و قال ابن وهب: حدّثني مالك، حدّثني شيخ من الأنصار أنّ جبريل (عليه السلام) كان يشير للنّبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلم) إلى من يجعله نقيبا، قال مالك: كنت أعجب كيف جاء من قبيلة رجل، و من قبيلة رجلان، حتّى حدّثني هذا الشيخ أنّ جبريل كان يشير إليهم يوم البيعة، قال مالك: و هم تسعة نقباء من الخزرج، و ثلاثة من الأوس.
و قال: ابن إسحاق [ (3)]:
تسمية من شهد العقبة
قلت: تركت النّقباء لأنّهم قد تقدّموا.
فمن الأوس: سلمة بن سلامة بن وقش.
و من بني حارثة: ظهير بن رافع، و أبو بردة بن نيار، و بهير [ (4)] بن الهيثم.
[ (1)] في السيرة: «فقالوا له مثل ما قال كعب من القول».
[ (2)] سيرة ابن هشام 2/ 192.
[ (3)] سيرة ابن هشام 2/ 206.
[ (4)] بالباء الموحدة كما في الأصل و بعض المراجع، و ورد بالنون عند بعضهم. انظر (عيون الأثر 1/ 167 و السيرة لابن هشام 2/ 206).