- تعيين الاوضاع و يأتي البحث عنه إن شاء اللّه تعالى
و بالجملة فالمطلوب في هذا القسم الثانى ان اللفظ ظاهر فى هذا المعنى او غير ظاهر و فى القسم الاول ان الظاهر المفروغ عن كونه ظاهرا مراد اولا؟ قوله و الشك فى الاول و مراده من الاول هو القسم الثانى و التعبير عنه بالاول باعتبار ذكره اولا فى كلامه المتصل بهذا الكلام اعنى قوله و بالجملة فالمطلوب الى آخره و الشك فى الاول مسبب عن الاوضاع اللغوية و العرفية و فى الثانى عن اعتماد المتكلم على القرينة و عدمه و لعله اراد الاعم من الوضع الحقيقى و الوضع النوعى التأويلى الحاصل فى المجازات و إلّا فالشك فى ان وقوع الامر عقيب توهم الحظر هل يوجب ظهوره فى الاباحة المطلقة و غير ذلك من الامثلة التى ذكرها المصنف ليس مسببا عن احدهما كما لا يخفى.
و اعلم ان البحث في باب الظهورات تارة يكون صغرويا كالبحث عن الاوضاع اللغوية و القرائن العامة من وقوع الامر عقيب الحظر و الاستثناء عقيب الجمل المتعددة و نحو ذلك مما يوجب انعقاد الظهور لمفردات الكلام او للجملة التركيبية أي ما يوجب تعيين الظهور و تشخيصه فالبحث عن جميع ذلك يكون بحثا عن المبادى كالبحث عن الرواة و سلسلة السند و اخرى يكون كبرويا كالبحث عن حجية الظهور بعد فرض انعقاده للكلام فان البحث عن حجية الظهور يكون من المباحث الاصولية لا من المبادى علي تأمل فيه.