الحمد للّه الذي علّمنا معالم الدين و معارج اليقين، و أنار قلوبنا بلوامع السنّة و الكتاب المبين، و وفّقنا لتمهيد القواعد و القوانين لاستنباط أحكام سيّد المرسلين، و الصّلاة و السّلام على أشرف سفرائه المقرّبين محمّد خاتم النبيّين و على آله الطيّبين الطاهرين، و لعنة اللّه على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.
أمّا بعد: فيقول العبد المذنب المستجير برحمة ربّه الكريم عبد الكريم الحائريّ غفر ذنوبه، و ستر عيوبه: لمّا صنّفت في سالف الزمان تصنيفا شريفا و تأليفا منيفا في علم الاصول، و أودعت فيه غالب مسائلها المهمّة، مراعيا فيه غاية الإيجاز و الاختصار، مع التوضيح و التنقيح ببيانات شافية و عبارات وافية، بحيث يكون سهل التناول لطالبه، مجتنبا عن ذكر ما لا ثمرة فيه و سمّيته ب «درر الفوائد» فجدّدت النظر فيه، فألحقت به ما خطر ببالي الفاتر و فكري القاصر أخيرا، ممّا اختلف فيه رأيي، و أرجو من اللّه أن يكون نافعا لإخواني من أهل العلم، و أن يجعله خير الزاد ليوم المعاد.
[تعريف علم الاصول]
فاعلم أن علم الاصول هو العلم بالقواعد الممهّدة لكشف حال الأحكام [1]
[1] المراد بالأحكام هو الأحكام الكلّيّة، فلا ينتقض بالاصول الجارية في الشبهات الموضوعية (منه) (دام ظلّه).