و منها: ما تضمّن أنّ القرآن ظاهره قصّة و باطنه عظة، و غير ذلك من الأخبار.
و لكن لا نفهم أنّه كيف يستفاد من الروايات أنّ البطون تكون من المدلولات الالتزاميّة لألفاظ القرآن؟! فإنّه يحتمل أيضا أنّ يكون المراد من البطون أنّه يجري في القرآن احتمالات سبعة أو سبعين، و لا يمكن أن يكون الحكم بأنّ هذا المعنى مراد منه دون ذلك، فإنّه ذو وجوه و احتمالات.
و يؤيّده منع أمير المؤمنين (عليه السلام) سلمان عن الاحتجاج بالقرآن حين إرساله للاحتجاج مع قوم؛ لأنّه يمكن أن يريد القوم من الآية التي تستدلّ بها معنى خالف مرادك و استدلالك [2].
و يؤيّده أيضا اختلاف المفسّرين في معنى الظاهر، مع اتّفاقهم على حجّيّة ظواهر القرآن.
و يؤيّده أيضا: تعبير الروايات بالبطون لا المعاني، و لذلك يلزم علينا كثرة التدبّر في القرآن حتّى ينجينا من الضلال، فهذا الاحتمال يجري في المقام، مع أنّه لا دليل على خلاف الاحتمال الثاني من الاحتمالين المذكورين.