من الواضحات الضروريّة التي لا ينبغي التشكيك لأحد فيها من آحاد المسلمين أنّ الدين و الشريعة الإسلامية المقدّسة مشتملة على أحكام إلزاميّة:
من الواجبات و المحرّمات، المتضمّنة لتأمين سعادة البشر في مسير مصالحهم الماديّة و المعنويّة، و من البديهيّات التي لا ينبغي الريب في وجوب امتثالها و الخروج عن عهدتها و تحصيل الأمن من العذاب و العقوبة من ناحيتها بحكم الشرع و العقل؛ إذ يؤدّي تركها إلى المخالفة و العصيان.
و من الضروري أنّ هذه الأحكام ليست من البديهيات و الضروريّات الواضحة المبيّنة لكلّ أحد، بحيث يكون الكلّ في مظانّ الاطّلاع عليها من دون حاجة إلى التمسّك بدليل و برهان لإثباتها، حتّى يكون في غنى عن التكلّف بمئونة استنباطها و إقامة البرهان عليها، بل كلّها لا بدّ من النظر إلى مداركها في الكتاب و السنّة و غيرهما من سائر الأدلّة. و ذلك صعب يحتاج إلى التكلّف و المئونة في إثباتها. نعم قسم منها أحكام واضحة ضروريّة، بل قطعيّة تكون في مظانّ الاطّلاع لجميع المكلّفين بلا حاجة منهم إلى تكلّف مئونة الإثبات و إقامة البرهان و الاستدلال.
و لكن ذلك أقلّ قليل بالنسبة إلى الكلّ و الجلّ، لأنّها أحكام نظريّة تتوقّف