responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزائن الأحكام نویسنده : آقا بن عابد دربندی    جلد : 1  صفحه : 23

و الحكام و ليس الفضل الا فى الوصول الى الاعمال و التدابير الأكاسيريّة فكان شديد الحرص فى ان يعامل معى و مع رفيقى الذى كان معى من اكامل اصحاب الأكاسير النّباتية بان يعطينا نصف ما عنده من الكحل و السّبائك و يتعلّم الاعمال و التدابير التى كان يريدها و تلك الاعمال و التدابير ما كانت مما تتوقّف الى وجود النباتات المعهودة بحسب مقام التعليم و التعلم مع انه كان عنده ورقة واحدة من اوراق نبات شريف و قدر حمّص من اصله فيما قد رأت عيناه ما لم يبلغه مناه و اتسعت نعمته بحيث لم تنل همّته و بما ورمت اكياسه فضة و تبرا و استظهر بخبايا الحقائب و ضمائر الصّناديق و قد خاض بحر الغنى و ركض فى ميادين المنى يساعده الجد يحالفه العدّ و قد نال ما لم يحسبه الا وهما فائزا برغائب النعم و غرائب القسم رائيا من الأنعام ما لم يره فى المنام لا يمتدّ له طرف إلّا الى الغنى و لا يصغى له سمع إلّا الى لذة و بشرى لا يلتوى عليه مطلوب و لا ينزوى عنه محجوب تخيّل هذا الخيال الفاسد و الفكر الكاسد و قد قوّى خياله ذلك بما قد راى من امرنا من انه كثرت فتوقه و اتسعت حروقه و خمدت ناره و وضع مناره و قد حصلنا بين انياب الزمان و مخالبه نرتضع من الدّهر ثدى عقيم و نركب من الفقر ظهريهم امرنا ارق من اكباد المحبّين يوم البين اذا هبّ عليه النّسيم امتزج بالهوى و انتظم فى سلك الهوى و نحن كمن لو بلغ الرزق فاه لولاه قفاه فيا عجباه و قد غفل عن ان هذه الصّناعة الشريفة لا تباع بفروعها و ان بلغ السّيل الزبى و جاوز الحرام الطّينين و وصل الشظاظ الوركين هيهات هيهات ان هذه الطعمة بين شدقى ضيغم و ان الحرة تجوع و لا تاكل من ثديها و انّ الجبال الشم و الاطواد الصّم لا تمال بحصيات الحاذف و لا تحال بجمرات القاذف فح قد اكدنا الايمان و المواثيق على ان لا نفعل هذه المعاملة و ان لم ترزق أبد الدّهر بنبات و لا اكسير بل و لو ظننا عدم الطمع من الشبع من خبر الشعير فكتبنا طرسا و زبرنا كتابا فى ذلك فان كتاب المرء عنوان عقله بل عيان قدره و لسان فضله بل ميزان علمه‌

فى بيان من عمل الاكسير و بعض ما صنع و ما وقع عند صنيعته‌

ثم ان من اعجب ما قد وقع فى سرداب دار صاحب الكحل و السبائك هو ان الرّجل الكامل قد سألني عن اقصى الدرجات الاكسيريّة النباتية فقلت هو ان يطرح مثقال على ثمانمائة و خمسين كر كل كرّ خمسمائة [1] و قد رايت اثرا من آثار هذا الاكسير فى كربلا قبل الواقعة الهائلة فقال انى عالم بعمل هذا الاكسير و نباته و بما هو اعلى منه درجة بل اقدر على اجراء ما هو اعلى منه فى هذه السّاعة فى هذا السرداب فجرى البحث بيننا و قد كذبته معلّلا بانه لا يوجد عندك شي‌ء من نباتات اعمالك و لا اكسير من اكاسيرها فقال كل ما ذكرت فى محله الا انى ادبّر تدبيرا لا يوجد عند غيرى من اصحاب الاعمال نباتية كانت او غيرها و ذلك انّى اجعل مقدار حبّة ارز من اكسير صاحب السّرداب اصلا و مادة فى هذا الباب و املاء دارا فى مدّة ساعة من اكسير يكفى مثقال منه فى قبال جبل من النحاس و غيره فقلت لصاحب السرداب ما تقول و هل ترضى بان نرى هذا الامر الاغرب الاعجب فقال اتى بما يقول ان شرطتم ان لا نتمتع بشي‌ء مما حصل و لا ناخذ منه مقدار جوهر فرد بل نلقيه بين القاذورات فى الخلاء الا ان يعلّمنى هذه الطّريقة و قال الرّجل الكامل نعمل بالشّرط لانى ما اعلمك طريقة اصلا لما علمت و شاهدت من ايماننا و مواثيقنا المؤكدة فكيف بهذه الطريقة التى لم يهتد اليها احد على ما اظن من بدو خلق الناس من غير المعصومين (ع) ثم احلفنا صاحب السرداب بالاحلاف الغليظة مرّة بعد مرّة بان نعمل بالشرط و لا ناخذ شيئا مما حصل و حلف و هو ايضا بان لا ياخذ منه شيئا و حلف ايضا بان يخبر غلمانه و خدامه حقيقة الحال و يرضى بكلّ فضيحة و قبيحة حتّى بسفك الدّماء ان تعدينا عما اشترط فنحن ح فى السرداب خمس انفس انا و غلامى و صاحب السرداب و غلام له و هذا الرّجل الكامل ثم اتى براس سبيكة من السّبائك و كان بحجم العقد الاول من الاصبع السّبابة علما منه بان كل ما ياتى به لا يتطرق اليه التلف اصلا فيأخذ بعد تمام العمل بتمامه كما اتى به و لهذا اشر ذلك و لم يقطع منه مقدار حبّة ارز الذى امر به ثم اخرج الرّجل من جيبه زجاجة و مثل زجاجة العطر و هى مختومة بالآنك ففكه و فيها ما يشبه الماء و عجن بثلاثة قطرات منه حناء بقدر اربعة حمصات و طلى راس السّبيكة بذلك و هو فى يد صاحب السرداب ثمّ القى فى مجمرة من نار الفحم فلوسا نحاسيّا بمقدار نيف و ثلثين حمصة كل حمصة اربع حبّات من الارز فلما حمى ذلك فى النار قال لصاحب السرداب اشر براس السّبيكة الى المجمرة فاشار و هو قائم و بينه و بينها مقدار ذراعين تخمينا فما مضى دقيقة او دقيقتان الا و قد صار الفلوس ناعما كالكحل و لونه عنابى فاخذ منه قدر حبّة ارز فطرحه فى السّطل الكبير المملوّ من الماء القراح و ما بخلدي انه يقرب من عشرة امنان فطرح خيطا مبلولا منه فى بوطقة قد اذيب فيها مقدار تسعين مثقالا من الفلزات تخمينا فلما صبّ ذلك على الرّيجة صار خمس سبائك او ستة سبائك فمقدار حبّة ارز من ذلك يطرح على عشرة امنان من النحاس و نحوه فانظر الى آثار قدرة اللّه تعالى فاهتد و استرشد من ذلك الى امور كثيرة فحساب ما ذكر لا يستخرج جذر من جذور كعابه و على ما يذكرون فى الامثال ان حساب ذلك على عهدة الكرام الكاتبين ثم أصرّ صاحب السرداب اصرارا عجيبا و الحّ الحاحا غريبا فى ان يلقى كل ما حصل فى الخلاء بين القاذورات او يعلم هذا الرّجل هذه الطريقة و احرز ما حصل بحيث لم ينله يدى و لا يد غلامى و لا يد هذا الرّجل الى ان يلقى فى الخلاء فحالنا كحال السّليم فى كربته و الغريق فى لجته و من بين غمائم لا تمطر الا صواعق و سمائم لا تهب الا بوائق‌


[1] منّ تبريزى‌

نام کتاب : خزائن الأحكام نویسنده : آقا بن عابد دربندی    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست