responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزائن الأحكام نویسنده : آقا بن عابد دربندی    جلد : 1  صفحه : 2

ذلك من العلوم الكثيرة و الفنون الوفيرة فى الالهيات و قد تجعل لتلك الفنون المستحدثة و العلوم المخترعة موضوعات مستقلة و تعريفات على حدة و قد يترك ذلك كله و يكتفى فيه بما هى موضوعات و تعريفات للعلوم الاصلية الكلية التى استخرجت و تشعّبت منها هذه الفنون ثم انّ لفظ العلم كلفظ الفنّ فى ذلك المقام فكلما يضاف اليه الأول يضاف اليه الثانى و يمكن ان يفرق بينهما بوجه كما لا يخفى على الفطن فاذا عرفت هذا فاعلم انه قد توجد فى جملة من العلوم مسئلة تمرينية و ذلك كما فى علم النحو مسئلة الاخبار بلفظ الذى و فى الصرف المسألة المعهودة المشهورة فى فن الاشتقاق فالمقصود من ذلك طلب تشحيذ الاذهان و تلطيف الافكار و الخيالات و روم الكمال و الحذاقة فى الفنّ باستحضار ما تقدّم من المسائل و القواعد و اظهار التفاضل و التفاوت بين الطلاب و المشتغلين بذلك الفنّ‌

مقدمة المؤلف فى بيان كون موضوع الكتاب هو فن التمرينات فى القواعد الاصولية و القوانين الفقهية

فاقول‌ مستعينا باللّه و متوكلا عليه سبحانه و تعالى ان فن التمرينيّات الذى اخترعته هو مجمع مجرى بالقواعد الاصولية و القوانين الفقهيّة و محجر عينى هذين العلمين الشريفين و مجتنى ثمارهما و ملتقى انوارهما فكما يعلم فيه تاسيس الاصول اللفظية و العملية و القواعد الاصولية و تقنين القوانين الفقهيّة و اتقانها و احكامها فى كل باب يراد و فى كل مقام يشاء فكذا يعلم به امور غير محصاة و يسترشد منه الى اشياء غير مستقصاة و ذلك كمعرفة المعيار فى الاصول الاوليّة و الثانوية و الثالثية و الرابعيّة و معرفة القواعد و الاصول الفقهيّة التى ليست على وفق الاصول الاوّلية و لا على خلافها و معرفة القواعد التى على طبق الاصول الاوّلية او على طبق جملة منها و معرفة القواعد المخالفة للاصول الاوّلية او لبعض منها و القواعد الموافقة لجملة منها و المخالفة لجملة اخرى و معرفة القواعد التى هى من اصول المذهب بالمعنى الاخصّ اى التى لم يتطرق اليها التخصيص اصلا و هكذا القواعد التى هى من اصول المذهب بالمعنى الاعم اى التى قد تطرق اليها التخصيص و معرفة القواعد التى تستنبط منها اصول كثيرة و قواعد وفيرة و معرفة القواعد التى ليست فى الحقيقة الا مما مداركه الاصول الاوّلية و معرفة القواعد التى تعد فى بادى الأنظار الجلية مما ليس له مدرك او مما خفى مدركه و لكنها عند الانظار الدّقيقة من قبيل القضايا التى قياساتها معها الى غير ذلك من الامور التى يجمع بها و بما مرّت اليه الاشارة يجمع جوامع الاصول و القواعد ثم انّ جملة من مقاصد هذا العلم الشّريف اى علم التمرينيّات لحرمة ان تعدّ فنونا و تحسب علوما و ذلك لكثرة قواعد كلّ مقصد من تلك المقاصد و الابواب و وفور مباحثه و لطافة التحقيقات المذكورة فيه و ذلك كباب الاسباب و الشّروط و باب الأقارير و باب اسباب الضمانات و مسقطاتها و باب الولايات الى غير ذلك من المقاصد الكثيرة و الابواب الوفيرة التى اخذنا الكلام فيها بمجامعها و جوامعها ثم ان جملة من مقاصد هذا العلم الشّريف و ان لم تكن بهذه المثابة التى مرّت اليها الاشارة إلّا انها مع ذلك مما فيه اشارات و ارشادات الى فوائد كثيرة و قواعد وفيرة مضافة الى تلويحات و تنبيهات لطيفة نعم انّ جملة اخرى من مطالب هذا الفنّ و مقاصده لم نذكرها الا لإراءة طرق التمرينيّات و الارشاد الى تحصيل الحذاقة الباهرة و الملكة القويّة القاهرة فى هذه الصّناعة فاذا كان الحال على ذلك المنوال فلا يسوغ و لا يباح لمن منحه اللّه تعالى ملكة قوية نورانية و حذاقة تامّة فى علمى الأصول و الفقه و هو من اهل المروة و الانصاف و المحترز عن الجور و الاعتساف ان يعد هذا الكتاب فى هذه الصّناعة الشّريفة التى اخترعت اسّها و احكمت مبانيها و قوّيت كاهلها و ساعدها من قبيل كتب جماعة من الخاصّة و العامّة من المتصدين للتّأليف و التّصنيف فى جملة من القواعد الفقهيّة و ذكر الاشباه و النظائر و طرق الطفرات و التفريعات او ككتاب بعض المتاخّرين الذى له مسلك جديد فى بادى الأنظار الجليّة إلّا انه عند النّظر الدقيق مأخوذ من مسالك من تقدّم عليه و ان كان له فيه التفاتات جديدة و انظار دقيقة لكنه مع ذلك لا يستحق لان يقال فى شانه انّه كتاب فى فنّ جديد مخترع و بالجملة فان الفضل و ان كان لمن تقدّم علينا من علمائنا الاماميّة جزاهم اللّه تعالى خيرا الا انّ ما اخترعنا من هذا الطرن الجديد و النمط الانيق الرشيق و سمّيناه بعلم التمرينيّات فى صناعة اتقان القواعد الاصولية و فن استحدث الاصول الفقهيّة و استحكامها هو فى الحقيقة علم جديد و فن مخترع لم يحم حوله السّابقون و ان كانوا من السّابقين اصحاب الفطانة و الاذهان الزكية و الافكار المبتكرة و الحذاقة التامة فى صناعتى الاصول و الفقه و كيف لا فان من استحضر مطالبه عنده و احاط بها بالتامل الدقيق و التدبّر الرقيق يقدر على ادارة قدحان القواعد و الضّوابط الاصولية و كئوس القوانين و الأصول الفقهيّة كإدارة الخاتم فى اصبعه ثم لا يخفى عليك انا جعلنا اول مبحث من مباحث صناعة التمرينيّات هو مسئلة معرفة الطريق الى موضوعيّة الموضوع للاستصحاب و ذلك ان ذلك المبحث و ان كان فى الحقيقة من مباحث فنّ الاستصحاب الا انّ ذلك المبحث لمّا كان مما لا يتم‌ [1] فى فنّ من الفنون ادخلناه و ما يتعلّق به فى صناعة التمرينيّات و اما وجه ادخالنا جملة كثيرة من المباحث مما لا يدار فيه قد حاز القواعد الفقهية و ذلك كمبحث وقوع التعارض بين الاستصحاب‌

و بين الادلة الاجتهاديّة او الامارات الاجتهاديّة و ايضا بينه و بين الادلة الفقاهيّة او الامارات الفقاهتيّة و مبحث بيان كيفية تقدم الدّليل الاجتهادى على الاستصحاب بمعنى انّ ذلك هل هو من قبيل التخصيص او التخصّص او تبدّل الموضوع او غير ذلك و مبحث بيان ما يعوّل عليه فى باب الوضع و الطّريق الى معرفة اللغة و مباحث تعارض الاصول بعضها مع البعض فهو انّ تلك المباحث و ان لم نذكر فيها تأسيس الاصل و اتقان الامر و استحكامه بالنّسبة الى ضوابط و قواعد فقهيّة


[1] فى فنّ‌

نام کتاب : خزائن الأحكام نویسنده : آقا بن عابد دربندی    جلد : 1  صفحه : 2
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست