responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزائن الأحكام نویسنده : آقا بن عابد دربندی    جلد : 1  صفحه : 12

لوجودها و معنى بقائها مع توارد الصّور انها لضعف وجودها يكفيها لحوق صورة ما آية ما كانت لانها فى حدّ ذاتها امر واحد بالفعل باق بالعدد كسائر الامور الصوريّة فالحق ان جهة الوحدة فى كل مركب خارجى هى الصّورة و هى تمام المادة و تمام الشي‌ء متضمّن له و ما فوقه فالشي‌ء شي‌ء بصورته لا بمادته‌ [1] فلو امكن وجود الصورة مجردة لكان ذلك الشي‌ء حاصلا بتمام ما اعتبر فى حقيقة على وجه اعلى و اشرف و هذا هو معنى التركيب الاتحادى فى المركبات التى لها وحدة طبيعيّة كما ذهب اليه بعض المدققين هذا و لا يخفى عليك ان ما ذكره يسدّد ما قررنا فى كلا المقامين من امر الجنس و الفصل و امر الصورة او المادة و قال هذا المحقق فى موضع آخر من كلامه ان معنى واحدا من شأنه ان يصير محمولا على معانى مختلفة فى انحاء الوجودات كل منها فى الوجود يكون هذا الشي‌ء لا ان ينضم وجوداتها بوجود هذا الشي‌ء بل بان الذّهن قد يعقل معنى كالحيوان مثلا بلا شرط آخر يجوّز الذهن ان يكون الحيوان بنفسه انسانا و فرسا و حمارا فى الوجود او ناطقا و صاهلا و ناهقا فى الاعيان فاذا انضم الى معنى الحيوان معنى الناطق مثلا انما يضمّ اليه ما به معنى آخر فى المفهوم لكنه يكون منضما مندمجا فى وجوده هذا النحو من الوجود معيّن له فان وجود الناطق الذى هو الصورة الانسانية هو بعينه وجود الحيوان بما هو حيوان مطلقا و انما يكون وجوده غير وجود الحيوان من حيث التعين و الابهام و الفعل و القوة و الكمال و النقص لا انّ هذا غير ذاك بان يكون للحيوانية وجود و للناطقية وجود آخر و قد اجتمعا و صارا وجود الانسان بالانضمام و التركيب و كذا الحال فى الفصل هذا و لا يختلجن ببالك و لا يخطرن بخلدك ان ما فى هذا الكلام ينافى لما ذكر لان بعد امعان النظر يظهر ان هذا الكلام ليس بمناف له بل مقرر له و مسدد اياه فافهم و تامّل‌

فى نقل كلام بعض الأعلام فى تجسم الأعمال‌

ثم اعلم ان لبعض المدققين من صناعة الحكمة كلاما رشيقا دقيقا فهو مما وقع فى بيان امر الحقائق من بعض الجهات المتعلّقة بها فيكون لنقله فى المقام وجه وجيه و هذا المدقق هو شعلة الذكاء و مصداق كل الصّيد فى جنب الفراء فقال فى رسالته الزوراء بعد ذكره فى مفتتحها انها من فيوض زيارة عتبة باب مدينة العلم و ابنه سيّد الشّهداء عليهما افضل الصلوات ان الحقيقة الواحدة تظهر فى البصر بالصورة المعينة المكشفة بالعوارض المادية و ملازمة وضع معين و مجازات معينة و قرب و عدم حجاب و غير ذلك من مشخّصاتها و هى بعينها تظهر فى الحسّ المشترك بصورة تشابهها من غير تلك الشرائط و هى فى الحالتين تقبل التكثر بحسب الاشخاص كصورة زيد و بكر و عمرو فانّ حقيقتها كلها واحدة اعنى الحيوان الناطق ثم تظهر تلك الحقيقة فى العقل بحيث لا تقبل التكثر و تصير الافراد المتكثرة فى الصورة المبصرة و المتخيلة متحدة فى الصورة العقلية و تلك الصور العقلية و قد يتمايز انواعا و اجناسا و اجناس اجناس و قد يعتبرها العقل صورة واحدة كما نصورها بصورة الشي‌ء او الممكن العام مثلا و بالجملة فالحقيقة واحدة فى جميع المواطن و الصّور ملابس لها قد اختلفت تلك الصور باختلاف المشاعر و المدارك و قد تتبدل الملابس و تتعاكس باختلاف الموارد كالفرح الظاهر فى الرؤيا بصورة البكاء فالحقيقة مغايرة لجميع الصور فى المشاعر الظاهرة و الباطنة فالعلم مثلا حقيقة واحدة تظهر فى مواطن اليقظة بصورة عرضية محتجبة عن الحسّ مدركة بالعقل كلية و بالوهم جزئية و هى بعينها تظهر فى موطن الرؤيا بصورة جوهرية اعنى صورة اللّبن فالحقيقة واحدة و ان اختلف الصور ثم ان المحجوب المنغمس فى احكام الطبيعة الذى لا يعرف الحقائق الا بصورها ينكر الحقيقة عند تبدّل الصورة و لا يعرفها لتحوّلها فى ملابسها لكن العارف الدارك‌ [2] فى ساير المواطن ثم قال كانك فيما قرعك سمعك من هذه المقدمات اطلعت على حقيقة الانطباق بين العوالم فانها باسرها صور لحقيقة واحدة متخالفة من جهة تخالف احكام المواطن التى تشترطها النفس فى مدارج صعودها و هبوطها و انكشف عليك ايضا اسرار غامضة من احوال المبدا و المعاد و ظهوره فى الكثرات من ظهور و الاعمال و الاخلاق الظاهرة بالصور الخاصّة و فى النشاة الاخرويّة بالصور التى تقتضيها احوال تلك النشاة كما فصّل فى الشريعة و عرفت ما انبأ عنه لسان النبوات من ظهور الاخلاق و الاعمال فى المواطن المعاديّة بصور الاجساد و كيفية وزن الاعمال و سرّ حشر الطاعات بصور الاخلاق العالية و اطلعت على سرّ قوله تعالى‌ وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ* فان الآية بظاهرها تدل على احاطة جهنّم بالكافرين فى الزمان الحال و [3] الاخلاق الرّذيلة و العقائد الباطلة التى هى محيطة بهم فى هذه النشأة هى بعينها جهنم التى ستظهر فى الصورة الموعودة عليهم كما انذرهم الشارع الا انّهم لا يعرفون ذلك لعدم ظهورها فى هذه النشاة عليهم فى تلك الصورة و هم لفرط جهلهم بالحقايق لا يعرفون الحقائق الا بصورها و تعرف ايضا من ذلك التحقيق فى معنى قوله تعالى‌ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى‌ إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً و قول الخاتم الفاتح عليه و على آله افضل الصّلوات الذى يشرب فى آنية الذّهب و الفضّة انما يجرّ [4] فى بطنه نار جهنّم فان ظاهره يدل على وقوع هذه الحال فى الحال و قوله عليه السّلم ان الجنان و هى قيعان و انّ غراسها سبحان اللّه و الحمد للّه الى غير ذلك من غوامض الحكم و الاسرار الالهية و علمت ان جميع ذلك على الحقيقة لا على المجاز كما توهّمه المتوهمون و كذلك قوله (ع) الدّنيا مزرعة الآخرة فان معناه ان الاخلاق المكتسبة فى الدنيا مادة الجنة و النار و هى تظهر فى تلك المواطن بصورتيهما و صورة ما يظهر فيهما من اللذائذ و المكابرة و لعلّك تقول كيف يكون العرض بعينه هو الجوهر و كيف يكون المعنى واحدا او الحال ان الحقائق متخالفة بذواتها فنقول قد لوّحنا اليك ان الحقيقة غير الصّورة فانها فى حدّ ذاتها و صرافة سذاجتها عارية عن جميع الصور التى تتجلى بها لكنها تظهر فى صورة تارة و فى غيرها اخرى فالصور مختلفة و الحقيقة واحدة و ما اشبه ذلك بما يقول اهل الحكمة النظرية من ان الجواهر باعتبار وجودها فى الذهن اعراض قائمة به محتاجة اليه ثم هى فى الخارج قائمة بانفسها مستغنية عن غيرها فاذا اعتقدت انّ حقيقة تظهر فى موطن بصورة


[1] فلو

[2] يعرفها

[3] انّ‌

[4] يجر

نام کتاب : خزائن الأحكام نویسنده : آقا بن عابد دربندی    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست