نام کتاب : حوار في التسامح والعنف نویسنده : معهد الرسول الأكرم(ص) جلد : 1 صفحه : 130
الحرَّة الرهيبة التي ( أباح فيها مسلم بن عقبة المدينة ( قائد جيش يزيد ) المدينة ثلاثاً ، فقتل جماعة من بقايا المهاجرين والأنصار ، وخيار التابعين ، وهم ألف وسبعمائة ، وقتل من أخلاط الناس عشرة آلاف سوى النساء والصبيان ، وقتل بها جماعة من حَمَلة القرآن ، وقتل جماعة صبراً ، منهم معقل بن سنان ، ومحمّد بن أبي الجهم ، وجالت الخيل في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبايع الباقون كُرهاً على أنّهم خول ليزيد ) [1] .
بعد هذه المجازر والجرائم ، لم يذكر لنا التاريخ أنَّ رأي عبد الله بن عمر قد تغيّر في يزيد وبيعته ( عليه لعنة الله ) .
نعم ، روى لنا التاريخ : أنَّ عبد الله بن عمر طرق الباب ليلاً على الحجاج ليبايع لعبد الملك ؛ لكيلا يبيت تلك الليلة بلا إمام !! لأنّه روى عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( مَن مات ، ولا إمام له مات ميتة جاهلية ) ، وبلغ من احتقار الحجَّاج له واسترذاله أن أخرج رجله من الفراش ، فقال : أصفق بيدك عليها [2] .
وهذا الذي كان يعجِّل في بيعة عبد الملك ، ويحذر أن ينام ليلة ، وليس في عنقه بيعة ، ويطرق باب الحجاج ليلاً ، ليبايع لعبد الملك ، فيسفِّهه الحجاج ويحتقره ، فيعطيه رجله ، ليصفق عليها ، هو الذي امتنع عن بيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) في المدينة ، بعد مقتل عثمان بن عفّان ، ورفض أن يقدِّم ضامناً على البيعة ، وهو الذي كان يدعو أهل المدينة عندما انتفضت المدينة ضدَّ