فإن قلت: إنّ طريقة العقلاء بعد انسداد باب العلم هو الرجوع إلى الظنّ الفعلي، و رجوعهم إلى أخبار الثقات أيضا من هذا الباب، لأنّها تورث الظنّ الفعلي غالبا، و لا نسلّم رجوعهم إلى خبر الثقة على تقدير حصول الظنّ الفعلي على خلافه من الشهرة و نحوها.
قلت: ليس الامر كذلك بل طريقة العقلاء و مستقرها على الرجوع الى خبر الثقة الخبير في جميع امورهم تعبّدا عقلائيّا بل النفوس كلّها مجبولة على ذلك.
أقول: الإنصاف أنّ بناء العقلاء على العمل بالظنّ المطلق الفعلي في امورهم. نعم ربما كان بعضهم ممّن يتّهم في نفسه بالنسبة إلى رأيه و ظنّه نوعا، فكذلك لا يعتمد على ظنّه الفعلي بل يرجع إلى خبر الثقة.
ثمّ اعلم أنّه لا يبعد أن يدّعى أنّ العمل بالشهرة أيضا طريقة العقلاء فبمقتضى الدليل المذكور تكون هي أيضا من الظنون الخاصّة فتدبّر.