و إنكاره على أطوار هذه الطائفة في حدود ذواتها إنكار بليغ شديد [1].
و ممّن خالف العلّامة الفيض، الملّا محمد طاهر القمي، فقد كان ينتقد الفيض على بعض عقائده و كان يسئ الظن فيه، و لا يحترم فضله، و كماله و علمه و أدبه، لكنّه أقلع في أواخر حياته عن هذا السلوك، و ترك هذا الموقف من الفيض، و سافر إلى كاشان و استرضى الفيض و اعتذر منه [2]. و يقال أيضا أنّ بعض من اعتقد في حقّه الباطل رجع عنه بعد وفاته، لمّا راه في المنام على هيئة حسنة، يأمره بالرجوع إلى بعض ما كتبه في أواخر عمره، و هو في مكان كذا و كذا، فلمّا استيقظ و طلبه وجده كما نسبه، و كان فيه تبرئة نفسه من جميع ما نسب إليه من أقوال الضّلال، و اللّه العالم بسرائر الأحوال [3]. هذا و ينسب إلى العلّامة المجلسي (قدس سره) بأنّه كان لا يرى بالرجل بأسا من غاية ملائمة مشربه مع طريقة والده المولى محمّد تقي (قدس سره)، و قد عدّه في أواخر «البحار» من جملة مشايخ إجازاته الكبار [4].
و بالتالي يمكن تلخيص أفكار الفيض في عدّة نقاط كلّية، هي أساس كل ارائه و عقائده:
1- كان الفيض- مثل كثير من العلماء- يخالف الاصوليّين، و يعتبر نفسه أخباريّا، و يبالغ فيه إلى درجة أنّه تعرّض لتهجّم بعض العلماء و الفقهاء عليه مثل الشيخ أحمد الأحسائي الذي كان يعدّ الفيض أخباريّا صرفا.
2- كانت آراؤه في الفلسفة و الكلام توافق عقائد استاذه الملا صدر الدين الشيرازي و لهذا يمكن عدّ الفيض أحد الفلاسفة الكبار و أحد رجال الرأي