responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر الكلام في ثوبه الجديد نویسنده : النجفي الجواهري، الشيخ محمد حسن    جلد : 5  صفحه : 63

بل الإنصاف أنّه لو لا تسالم الأصحاب- و عمل الشيعة في الأعصار و الأمصار، في الليل و النهار، في الجامع و الجوامع و رءوس المآذن- على العدد المزبور لكان القول بجواز الجميع مع تفاوت مراتب الفضل-


د- بل و المرويّ عن المعتبر في الصحيح عن كتاب البزنطي: أنّ الصادق (عليه السلام) قال: «الأذان: اللّٰه أكبر، اللّٰه أكبر، أشهد أن لا إله إلّا اللّٰه، مرّتين، و قال في آخره: «لا إله إلّا اللّٰه، مرّة» ( [1]). بناءً على إرادة الإقامة من الأذان فيه؛ للإجماع بقسميه- كما عرفت- على تثنية التهليل في آخر الأذان. و على كلّ حال، فلا محيص عن حمل الخبر المزبور على ما ذكرناه، و هو واضح الدلالة على فصول الأذان.

2- كوضوح قول الباقر (عليه السلام) في صحيح زرارة: «يا زرارة تفتتح الأذان بأربع تكبيرات، و تختمه بتكبيرتين و تهليلتين» ( [2]).

3- و خبر المعلّى بن خنيس: سمعت الصادق (عليه السلام) يؤذّن فقال: «اللّٰه أكبر أربعاً، أشهد أن لا إله إلّا اللّٰه مرّتين» ( [3]) إلى آخر ما وصفنا.

و منه يعلم أنّ مراده (عليه السلام)- لمّا سأله ابن سنان عن الأذان، فقال: «تقول اللّٰه أكبر، اللّٰه أكبر، أشهد أن لا إله إلّا اللّٰه، أشهد أن لا إله إلّا اللّٰه» ( [4]) إلى آخر ما قلنا- تعليم كيفية التكبير، لا الاقتصار فيه على المرّتين المخالف للمعلوم من تربيع التكبير في أوّل الأذان، و إن كان يوافقه على ذلك صحيح زرارة و الفضيل عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «لمّا اسري برسول اللّٰه (صلى الله عليه و آله و سلم) فبلغ البيت المعمور و حضرت الصلاة فأذّن جبرائيل و أقام، فتقدّم رسول اللّٰه (صلى الله عليه و آله و سلم) و صفّ الملائكة و النبيّون خلف رسول اللّٰه (صلى الله عليه و آله و سلم)، قال: فقلنا: كيف أذّن؟ فقال:

اللّٰه أكبر، اللّٰه أكبر، أشهد أن لا اله إلّا اللّٰه- إلى آخر ما سمعت، ثمّ قال:- و الإقامة مثلها إلّا أنّ فيها: قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة بين حيّ على خير العمل و بين اللّٰه أكبر، فأمر بها رسول اللّٰه (صلى الله عليه و آله و سلم) بلالًا فلم يزل يؤذّن بها حتى قبض اللّٰه رسوله (صلى الله عليه و آله و سلم)» ( [5]).

بل و خبر أبي همام عن أبي الحسن (عليه السلام) أنّه قال: «الأذان و الإقامة مثنى مثنى» ( [6]) و غيرهما من النصوص الدالّة على ذلك، حتى أنّ جماعة من متأخّري المتأخّرين عملوا بها.

إلّا أنّها بين مطّرح أو مأوّل بإرادة التثنية في أكثر الفصول أو التشبيه به لذلك، فلا ينافي حينئذٍ وحدة التهليل في آخر الإقامة، كما أنّه لا ينافي نصوص التربيع أوّل تكبير الأذان، خصوصاً مع احتمال إرادة نفي الوحدة من قوله (عليه السلام): «الأذان و الإقامة مثنى مثنى» تعريضاً بما ذهب إليه جميع العامّة من الوحدة في تهليل الأذان، و أكثرهم في الدعاء للصلاة و الفلاح في الإقامة، بل عن الشافعي منهم في القديم و مالك و داود ( [7]) الوحدة في جميع فصولها، فيراد من التثنية حينئذٍ في النصوص نفي الوحدة المزبورة، فلا ينافي التربيع بل و لا وحدة التهليل في آخر الإقامة، و ستسمع مرسل الهداية الذي عبّر بالمثنى مع انتهائه إلى اثنين و أربعين.

كلّ ذلك مضافاً إلى احتمال إرادة أنّ الأصل في الأذان التثنية إلّا أنّه وضع الأربع في الأوّل للإعلام، قال الرضا (عليه السلام) في خبر علل الفضل: «و جعل التكبير في أوّل الأذان أربعاً؛ لأنّ أوّل الأذان إنّما يبدأ غفلة و ليس قبله كلام ينبّه المستمع له، فجعل الاوليان تنبيهاً للمستمعين لما بعده في الأذان» ( [8]). و إلى غير ذلك من الاحتمالات المذكورة و إن كان بعضها في غاية الضعف بل مقطوعاً بفساده.


[1] المعتبر 2: 145. الوسائل 5: 421، ب 19 من الأذان و الإقامة، ح 19.

[2] الوسائل 5: 413- 414، ب 19 من الأذان و الإقامة، ح 2.

[3] المصدر السابق: 415، ح 6.

[4] المصدر السابق: 414- 415، ح 5.

[5] المصدر السابق: 416، ح 8.

[6] الوسائل 5: 423، ب 20 من الأذان و الإقامة، ح 1.

[7] المجموع 3: 92- 94. نيل الأوطار 2: 46.

[8] الوسائل 5: 418، ب 19 من الأذان و الإقامة، ح 14.

نام کتاب : جواهر الكلام في ثوبه الجديد نویسنده : النجفي الجواهري، الشيخ محمد حسن    جلد : 5  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست