الملّية: «لا تحيّات في التشهّد الأوّل بإجماع الأصحاب» ( [1])، بل قال في الأوّل: «لو أتى بالتحيّات في الأوّل معتقداً لشرعيّتها مستحبّاً أثم و احتمل البطلان- بل عن إرشاد الجعفريّة ( [2]) الجزم به- و لو لم يعتقد استحبابه خلا عن اثم الاعتقاد، و في البطلان وجهان عندي، و لم أقف للأصحاب على هذا الفرع» ( [3]). و في المنظومة:
كذا تحيّات أبي بصير * * * تندب في التشهّد الأخير ( [4])
قلت: لكن أطلق الفاضل في القواعد استحباب زيادة التحيّات ( [5]). بل عن البيان: «لو أتى بها فيه فالظاهر الجواز» ( [5]). و في كشف الاستاذ استحباب إضافة التحيّات للّٰه في أحد التشهّدين، قال: «و لو أتى بها في كليهما لقضيّة التفويض مع قصد الخصوصيّة فلا بأس» ( [7]). و كأنّ مراده بقضيّة التفويض نفي التوقيت في التشهّد، و أنّه يقال فيه أحسن ما يعلمه الإنسان و أيسره؛ ضرورة اقتضاء ذلك جواز نيّة الخصوصيّة؛ إذ لا فرق بين الأمر بخاصّ و بعامّ يندرج فيه الخاصّ؛ إذ كلّ فرد حينئذٍ مأمور به بخصوصه، نعم قد يحصل لبعض أفراد العامّ خصوصيّة اخرى زائدة على جهة الاشتراك مع باقي الأفراد، و ليس الكلام فيه. و قد يؤيّده- مع ذلك- قول الرضا (عليه السلام) في خبر الفضل بن شاذان: «إنّما جعل التشهّد بعد الركعتين؛ لأنّه كما قدّم قبل الركوع و السجود من الأذان و الدعاء و القراءة، فكذلك امر بعدها بالتشهّد و التحيّة و الدعاء» ( [8]). و من الغريب قوله أخيراً في الذكرى:
«و في البطلان وجهان عندي» ( [9])؛ إذ لا نهي عنه بالخصوص و لا تشريع، و احتمال أنّه كلام آدميّين جاز في الأخير للنصّ بخلاف الأوّل كما ترى؛ إذ لا ريب في أنّه من التنزيه، و قد سمعت قول الصادق (عليه السلام) لابن مسلم: «هذا اللطف من العبد يلطف العبد ربّه» ( [10]). و قال (عليه السلام) أيضاً في خبر عبد الرحمن: «إنّ معنى قول الرجل: التحيّات للّٰه الملك للّٰه» ( [11]). و بالجملة: لا ريب في أنّها نوع من التنزيه، و ليس التحيّات كذكر السلام في التشهّد الأوسط الذي ورد الإبطال به كقول: «تبارك اسمك و تعالى جدّك». قال الباقر (عليه السلام) في خبر ميسر: «شيئان يفسد الناس بهما صلاتهم: قول الرجل: تبارك اسم ربّك و تعالى جدّك، و هذا شيء قالته الجنّ بجهالة، فحكى اللّٰه عنهم، و قول الرجل: السلام علينا و على عباد اللّٰه الصالحين» ( [12]). و قال الصادق (عليه السلام) أيضاً في مرسل الفقيه:
«أفسد ابن مسعود على الناس صلاتهم بشيئين بقوله: تبارك اسم ربّك و تعالى جدّك، و هذا شيء قالته الجنّ بجهالة، فحكى اللّٰه عنها، و بقول: السلام علينا و على عباد اللّٰه الصالحين يعني في التشهّد الأوّل» ( [13]). لكنّ الاستاذ في كشفه حكم بكراهة القول الأوّل المنسوب إلى الجنّ ( [7]). و لعلّه لقصور الرواية عن إفادة البطلان. و كيف كان ف [- الوجه جواز التحيات].