(و ما كان) من المحقون مجتمعاً مقدار (كرّ[1]فصاعداً لا ينجس) بشيء من النجاسات (1) (إلّا أن تُغيِّر النجاسة) دون المتنجّس (أحد أوصافه) من اللون أو الطعم أو الرائحة، فإنّه ينجُس المتغيِّر و غيرُه أيضاً إن لم يكن مقدار كرّ أو مستعلياً على المتغيّر استعلاءً معتدّاً به (2).
[اعتبار تساوي السطوح و عدمه]:
نعم، بقي الكلام هنا في مسألة أغفلها المتقدّمون و تعرّض لها بعض المتأخرين[2]، و هي اعتبار تساوي السطوح و عدمه.
لكن ليعلم- أوّلًا-:
أنّ النجاسة لا تسري من الأسفل إلى الأعلى (3) من غير فرق بين قلّة العالي و كثرته، و لا بين علوّ التسنّم و الانحدار الذي يقرب منه.
أمّا إذا كان انحداراً بحيث يتحقّق به الجريان لكنّه غير ظاهر تمام الظهور للحسّ- كما في بعض الأنهار الصغار التي يجري بها الماء لا عن مادة، فإنّ الناظر لا يكاد يظهر له اختلاف سطوحها و إن كانت هي كذلك، و لعلّه من ذلك ما لو انكفأت آنية مثل الإبريق و نحوه في أرض نجسة من حيث اعتبار علوّ فمها مثلًا و عدمه- [فيمكن جريان حكم الطهارة عليه] (4).
و لكن مع هذا، فالمسألة محتاجة إلى التأمّل، و هي سيّالة في الماء و غيره من المائعات.