فبحث الحكيم الإلهي عن الجسم المعدني غير بحث الحكيم الطبيعي عنه، فإنّ الإلهي يبحث عنه من جهة وجوده، لا من جهة معدنيّته و الأمر العارض للجسم، كما يبحث عن العقل كذلك، بخلاف الطبيعي، فإنّه يبحث عن معدنيّته و عن الأمر الطارئ على الجسم.
فتحصّل: أنّ جهة البحث عندهما مُختلفة، فإنّ الحكيم الإلهي يبحث فيه عن حيثية وجوده، و الحكيم الطبيعي يبحث فيه عن حيثيّة جسميّته.
و ما ذكرناه هو مُراد صدر المتألّهين (قدس سره) في الفرق بين العرض الذاتي و العرض الغريب [1]
. و حاصله: أنّ البحث حول الوجود بما هو موجود بحث عن العوارض الذاتيّة للوجود، و أمّا البحث عنه بعد تخصّص الوجود بتخصّص فهو بحث عن عوارضه الغريبة.
فما يظهر من بعض الأعلام في مُراده- كما سنشير إليه و إلى دفعه- غير وجيه، فاحفظ ما ذكرناه، و كن من الشاكرين.
ذكر و تعقيب
يظهر من تقريرات المحقّق العراقي (قدس سره): أنّ مُراد صدر المتألّهين في العرض الذاتي و العرض الغريب هو: أنّ ما يكون واسطة لعروض العارض على الشيء: تارة يكون حيثيّة تقييديّة، و اخرى حيثيّة تعليليّة، فإن عرض بواسطة الحيثيّة التعليليّة يكون عرضاً ذاتيّاً، و أمّا إذا كان بواسطة الحيثيّة التقييديّة يكون عرضاً غريباً.