بالمعنى الموضوع له، ففي الرتبة السابقة على الحمل عرف الموضوع له.
و بالجملة: لو كان الحمل الشائع علامة فإنّما هو التصديق بالحمل الشائع الذاتي، لا الحمل الشائع الواقعي، و هو يتوقّف على تصوّر الموضوع و المحمول، و التصديق بأنّ المحمول بما له من المعنى متّحد مع الموضوع اتّحاداً بالذات، و بذلك التصديق يرتفع غيم الجهالة، و يعرف الموضوع له، فلا تصل النوبة إلى أن يستفاد ذلك من صحّة الحمل، فتدبّر.
نقل و تعقيب
للمحقّق العراقي (قدس سره) كلام في كلٍّ من الحمل الأوّلي و الشائع الصناعي، لا يخلو عن النظر، و لعلّه يظهر ضعفه ممّا تلوناه عليك، و لكن مع ذلك لا بأس بذكر مقالته، ثمّ الإشارة إلى ما فيه من الخلل.
قال ما حاصله: إنّ الحمل- سواء كان ذاتيّاً أو شائعاً صناعيّاً- ملاك صحّته هو الاتحاد في الجملة: أمّا في الحمل الذاتي فهو عبارة عن حمل أحد المفهومين على الآخر، و هو على قسمين: فتارة يكون أحد المفهومين مجملًا، و الآخر مفصّلًا، كما هو شأن التعريفات و الحدود، كقولهم: «الإنسان حيوان ناطق»، و اخرى يكون كِلاهما مجملين، كما هو شأن اللّغويّين غالباً، مثل قولهم: «الحسام هو السيف القاطع» [1]، و «الغيث هو المطر».
ثمّ قال: إنّ ما يمكن أن يكون علامة إنّما هو القسم الأخير المتداول بين اللّغويّين، و أمّا القسم الأوّل المستعمل في الحدود المشتمل على حمل الذاتيّات على الذات، كقولهم: «الإنسان حيوان ناطق»، فلا يمكن أن يستكشف بصحّته وضع اللّفظ
[1]- قلت: هذا المثال داخل في القسم الأوّل؛ لأنّ السيف القاطع مفهوم مفصّل، و الحسام مجمله.