responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي    جلد : 1  صفحه : 224

أصيل لكنّه نُقل بالمعنى. أمّا الأوّل فلما رواه الصدوق في معاني الأخبار في باب معنى قول النبي (صلى الله عليه و آله): «من بشّرني بخروج آذار فله الجنّة» بإسناده المتّصل إلى ابن عبّاس «قال: قال النبيّ (صلى الله عليه و آله) ذات يوم في مسجد قبا و عنده نفر من أصحابه، فقال: أوّل من يدخل عليكم الساعة رجل من أهل الجنّة، فلمّا سمعوا ذلك قام نفر منهم و خرجوا، و كلّ واحد منهم يحبّ أن يعود ليكون أوّل داخل فيستوجب الجنّة، فعلم النبيّ (صلى الله عليه و آله) ذلك منهم، فقال لمن بقي من أصحابه: إنّه سيدخل عليكم جماعة يستبقون، فمن بشّرني بخروج آذار فله الجنّة، فعاد القوم و دخلوا و معهم أبو ذر، فقال لهم رسول اللّٰه (صلى الله عليه و آله): في أيّ شهر نحن من الشهور الروميّة؟ فقال أبو ذرّ: قد خرج آذار يا رسول اللّٰه، فقال: قد علمت ذلك يا أبا ذرّ و لكنّي أحببت أن يعلم قومي أنّك رجل من أهل الجنّة، و كيف لا تكون ذلك و أنت المطرود عن حرمي بعدي لمحبّتك لأهل بيتي، فتعيش وحدك و تموت وحدك، و يسعد بك قوم يتولّون تجهيزك و دفنك، أُولئك رفقائي في جنّة الخلد التي وعد المتّقون» [1]. تنبيه: هذا من هؤلاء النفر غريب، يدلّ على سوء فهمهم كلامه (صلى الله عليه و آله)؛ لأنّه أخبرهم بأنّ أوّل داخل عليهم هو رجل من أهل الجنّة، لا أنّ أوّل داخل هو رجل من أهل الجنّة، و الكلام إذا اشتمل على قيد زائد فالحكم فيه ناظر إليه، و لذا لمّا خرجوا و زال القيد غيّر الكلام عليه و آله السلام و قيّده بقيد آخر، فخروجهم ثمّ استباقه كلّ منهم للدخول رجاء أن يكون أوّل داخل فيستوجب الجنّة كان جهلًا منهم بما دلّ عليه الكلام و أخبرهم به سيّد الأنام عليه و آله السلام. و بالجملة لو كان الكلام هكذا: أوّل من يدخل الساعة رجل من الجنّة، لكان لما فعلوه وجه في الجملة، و ليس فليس، و فيه أيضاً ما فيه. ثمّ أنت خبير بما في هذا الحديث من الإخبار بالغيب، و من مذمّة عثمان


[1] معاني الأخبار: 204 205.

نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي    جلد : 1  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست