responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي    جلد : 1  صفحه : 194

فقوله: «الآن كما عليه كان» ليس تأويلًا للحديث كما زعمه من سلك مسلكه، بل هو في الحقيقة ردّ لهذا الخبر المشهور المستفيض و طعن فيه بعدم مطابقته الواقع، حيث إنّه يفيد كينونة شيء معه الآن، و مذهب التصوّف أنّه الآن كما عليه كان، من عدم مقارنة شيء معه في الوجود، و هذا كما ترى مع مخالفته النقل يخالف العقل أيضاً، فإنّ الضرورة قاضية باتّصاف الماهيات بالوجود اتّصافاً حقيقيّا، و المنازع فيه مكابر مقتضى عقله لو كان له عقل، و لهذا أجمع المتكلّمون علىٰ أنّ الوجود حقيقة في الواجب و الممكن؛ لأنّه لو كان مجازاً في أحدهما لصحّ نفيه عنه؛ لأنّه من أمارة المجاز، و لكنّه غير صحيح بالضرورة. و لعلّ الجنيد لمّا استشعر بمنافاته مذهبه، و لم يمكنه إنكاره لشهرته و استفاضته قال ذلك تغريراً للعوام، و لم يبال عمّا يلزمه من المكابرة و ردّ قوله (عليه السلام) و إن كان كفراً، نعوذ باللّٰه منه. و أغرب منه قول من تلقّى قوله بالقبول كأنّه وحي نزل على الرسول، حيث قال [1] في رسالته الموسومة باللآلي: و چون تعيّن أمر اعتباري است ظهور آن بواسطه نورى است كه در مراتب سارى است، جنيد كه حديث كان اللّٰه و لم يكن معه شيء را شنيد گفت: الآن كما كان، و همانا اين ضميمة در حديث مندرج است. و أعجب من ذلك أنّه أوّل الحديث و قول الجنيد جمعاً في رسالته المسمّاة بقرّة العيون إلى الحدوث الذاتي، حيث قال: إنّ المصنوع يمتنع أن يكون في مرتبة ذات الصانع؛ لأنّ معنى الصانعية و المصنوعية ليس إلّا تقدّم ذات على ذات، توجد الثانية من الاولىٰ، و لو كانتا معاً لكان الصنع تحصيلًا للحاصل، فكان الصانع في أزل قدمه، و المصنوع بعد في حيّز عدمه، فكان الصانع و لا مصنوع، ثمّ حدث المصنوع بإحداث الصانع إيّاه، قال: و هذا معنى حديث «كان اللّٰه و لم يكن معه شيء» و قول من قال: «الآن كما عليه كان» فمعنى كان هنا معناه في قوله تعالى: «وَ كٰانَ اللّٰهُ عَلِيماً حَكِيماً» فهو منسلخ عن معنى الماضي، بل عن مطلق الزمان [2].


[1] المراد بهذا القائل آخوندنا فيض (قدس سره) «منه».

[2] قرّة العيون للفيض الكاشاني: 371 372.

نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست