responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثوره الموطئين للمهدي في ضوء أحاديث أهل السنة نویسنده : الفتلاوي، مهدي حمد    جلد : 1  صفحه : 171

المذاهب الأربعة، و كان له معهم جلسات و سهرات مطولة، يحاورهم في الكثير من المسائل العقائدية و الكلامية و الفلسفية و الفقهية، و كان يعتقد أن الدين الاسلامي عالج جميع مشاكل الحياة بدقة و حكمة متناهية، فكان يطلب من الفقهاء لكل قضية من قضايا الحياة المستجدة و مشاكلها المستعصية حكما شرعيا واضحا بأدلته لعلاجها، و كان يرفض التعصب لمذهب دون آخر، لأنه كان يؤكد كثيرا على حرية التفكير و المعتقدات، فمع أنه كان يعتنق المذهب الحنفي، كان وزيره الخواجه رشيد الدين فضل اللّه من كبار علماء المذهب الشافعي.

و نتيجة لتعمق خدا بنده في المسائل الخلافية، وقع ذات مرة في حيرة و هو يبحث عن علاج احدى المشاكل الاجتماعية فقهيا، حينما طلق زوجته على طريقة المذهب الحنفي، ثلاثا بكلمة واحدة، فلما جمع القضاة و الفقهاء من المذاهب الأربعة يشاورهم في الامر، كان الرأي الفقهي المتفق عليه بينهم ثبوت الطلاق و أن لا يراجعها حتى تنكح زوجا غيره، ثم يطلقها ذلك الزوج باختياره، فاذا انقضت عدتها ترجع الى زوجها الأول إن وافقت، و التزاما بهذا الرأي اعتزل خدا بنده زوجته، لأنه كان شديد الالتزام بالاحكام الفقهية، و لكن كان لهذا الرأي وقع مزعج على مشاعر الملك، و زوجته، و اولاده، و بناته، و افراد عشيرته، و وزرائه، و اركان دولته.

حاول بعض العلماء علاج المشكلة ببعض الآراء الفقهية الشاذة، لكنه ردّ بأدلة فقهية قوية من العلماء المعارضين لمذهبه، و انتقل الخلاف المذهبي بين علماء المذاهب الأربعة من البلاط الملكي الى الشارع الايراني، و اصبح مدار بحث و مناظرة في مدارس المشايخ الدينية.

اشتد الخلاف المذهبي بين اتباع المذاهب الاسلامية و اخذ يجر الامة الفارسية الى صراعات و فتن و معارك فكرية و دموية داخلية، انعكست سلبا

نام کتاب : ثوره الموطئين للمهدي في ضوء أحاديث أهل السنة نویسنده : الفتلاوي، مهدي حمد    جلد : 1  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست