responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثوره الموطئين للمهدي في ضوء أحاديث أهل السنة نویسنده : الفتلاوي، مهدي حمد    جلد : 1  صفحه : 167

المجلدات، و مع ذلك كانوا عنوان الصمود على المبدأ، و الثبات على الحق، و الولاء لآل محمد عليهم السّلام و كانت الشهادة على حب أهل البيت عليهم السّلام عندهم احلى من العسل، فلم يكترثوا لجبروت الظالمين، و استبداد المتسلطين، و قساوة الجلادين.

و قد احرق المعتصم العباسي بيوتهم، و خرّب منازلهم، و ألحق بهم و بأموالهم اضرارا كبيرة، و قتل المئات من رجالهم و ابنائهم؛ بسبب إخراجهم عامله عليهم علي بن عيسى. و كذلك فعل بهم خلفه المستعين، فأرسل اليهم جيشا بقيادة مفلح التركي فأغار عليهم، و سحق نساءهم و أطفالهم بحوافر الخيول، و غنم أموالا كثيرة منهم، و بقيت قم تعاني من اضطهاد بني العباس و ظلمهم و جور الحكام و الملوك الذين جاؤوا من بعدهم، حتى بلغت مأساة أهل قم ذروتها على يد قوات الديالمة الحاقدة على مذهب أبناء الرسول عليهم السّلام، فسحقتهم عن بكرة أبيهم و لم تبق لهم الاّ بيوتا معدودة خاوية على عروشها [1] ، بعد ما فرّ عدد منهم خارجها، مختفين بالجبال و الوديان التي تحيط بها، حتى انسحب منها الغزاة النواصب اعداء آل محمد عليهم السّلام.

و لم تكن الجالية العربية الشيعية في خرسان أفضل حالا من اختها في قم، و خاصة انها كانت منذ البداية من الجماعات المغضوب عليها من قبل السلطة، فلم تستقر ركابها و تلق رحالها في بلاد خراسان الاّ بعد أن استلم واليها من مبعوث الخليفة الاموي-المرافق للقافلة-ما يؤكد خطورتها على الدولة الاموية، و ضرورة وضعها تحت المراقبة الدائمة، و مع ذلك فما كان يتوقعه و يتوقاه خلفاء بني امية منها قد حدث فعلا، حيث كانت انطلاقة الثورة العباسية للاطاحة بهم من بلاد خراسان.


[1] تاريخ قم، ص 47 و ما بعدها.

نام کتاب : ثوره الموطئين للمهدي في ضوء أحاديث أهل السنة نویسنده : الفتلاوي، مهدي حمد    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست