responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثوره الموطئين للمهدي في ضوء أحاديث أهل السنة نویسنده : الفتلاوي، مهدي حمد    جلد : 1  صفحه : 117

تضلوا بعدي ابدا» و قد صرح النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم بهذا القرار السياسي في خطبة الغدير يوم نصب عليا اول خليفة له من بعده و أخذ البيعة له من الصحابة في ذلك اليوم الخطير، لكن المتآمرون على الخلافة نقضوا هذه البيعة و ارتدوا بعد الرسول عنها على أدبارهم القهقرى، ففرقوا بين القرآن و العترة في الخلافة و الحكم و نقضوا اول عرى الاسلام، و نصبوا خليفة للامة غير الذي قال عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم: «علي مع القرآن و القرآن مع علي» [1] فتحقق ما تنبأ به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم يوم قال: «إن السلطان و الكتاب سيفترقان» [2] اي سيأتي للخلافة بعدي من لم يكن مع القرآن و لا القرآن معه.

ان نجاح عملية تطبيق الاسلام في الامة بالشكل الذي يجنبها السقوط في مهاوي الانحراف و الضلال مشروط بتحكيمها للثقلين في حياتها السياسية و الادارية و هما الكتاب و العترة كما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم: «ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا» لكن الامة لم تف بهذا الشرط فلا بد ان تغرق في بحر الضلال و تتورط في انتهاك حرمات الاسلام و انتقاض مبادئه و احكامه.

و لم تكن صورة الانحراف التي بدات في تاريخ مجتمع الصحابة بالصراع على الخلافة و الاقتتال عليها، إلاّ نتيجة طبيعية لعدم تمسكهم بالثقلين و عدم تحكيمهما في حياتهم السياسية مما جرّ الامة الى محنة التمزق المذهبي التي فرقتها الى اكثر من سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة كما جاء الخبر متواترا عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم.

ان جميع الانحرافات العقائدية و السياسية و الفكرية و الاخلاقية التي ابتليت بها الامة بعد وفاة نبيها الى يومنا هذا هي نتيجة حتمية للتطاول على أقدس عروة من عرى الاسلام و التعدي عليها و مخالفة امر اللّه فيها و هي قضية


[1] الصواعق المحرقة، ص 75.

[2] المطالب العالية، ج 4، ح 4408، رواه احمد بن منيع و رواته ثقات.

نام کتاب : ثوره الموطئين للمهدي في ضوء أحاديث أهل السنة نویسنده : الفتلاوي، مهدي حمد    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست