لا بد أن يذكر هذا البحث في مباحث الألفاظ، لرجوعه إلى كيفية الاستفادة من الدليلين المتعارضين بحسب المحاورات العرفية.
امور تمهيدية:
[الأول: مفهوم التعارض من المبينات عند العرف]
، و هو أعم من التناقض و التضاد المعروفين في علم المنطق، فيكون المراد به في المقام مطلق التنافي عند المتعارف بين الناس. و لا اختصاص له بعلم دون آخر بل يجري في جميع العلوم النظرية، و الحرف و الصنائع الفكرية مطلقا.
و الظاهر كونه في غير الأخبار منتهيا إلى غير الاختيار، لأن منشأه اختلاف الأنظار في استخراج الواقعيات، و هو يحصل من اختلاف الاستعدادات، و هي ذاتية لا دخل للاختيار فيها.
و أما الأخبار فمنشأ حصول التعارض فيها أحد امور على سبيل منع الخلو:
منها: أنهم (عليه السّلام) تعمدوا في ذلك، كما يستفاد ذلك من جملة من الأخبار، كموثق زرارة عن أبي جعفر (عليه السّلام) المنقول في الحدائق.
و منها: قصور نقل الناقلين و فهمهم خصوصا بعد التفاتهم إلى جواز النقل بالمعنى.