نام کتاب : توضيح الرشاد في تاريخ حصر الاجتهاد نویسنده : الطهراني، آقا بزرك جلد : 1 صفحه : 91
تزاؤد تفرق الصحابة في البلاد، فكان أمير كل بلد يجتهد لو لم يكن فيها صحابي" [1].
أقول: كلامه صريح في أن أمير البلد كان يرجع إليه، و إن لم يكن هو صحابيا.
[سبب الاختلاف في الفتاوى]
و أما سبب اختلاف هؤلاء الأصحاب في الفتاوى، فهو على ما فصله المقريزي و ملخصه: أنه لم يكن كل واحد من أصحاب النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) متمكنا من دوام الحضور عنده" (صلى الله عليه و آله و سلم)" لأخذ الأحكام عنه، بل كان في مدة حياته يحضره بعضهم دون بعض، و في وقت دون وقت، و كان يسمع جواب النبي (صلى الله عليه و آله) عن كل مسألة يسأل عنها بعض الأصحاب و يفوت عن الآخرين، فلما تفرق الأصحاب بعد وفاته (صلى الله عليه و آله) في البلدان، تفرقت الأحكام المروية عنه (صلى الله عليه و آله) فيها، فيروي عنه في كل بلدة منها جملة، و يروي عنه في غير تلك البلدة جملة أخرى حيث إنه قد حضر المدني من الأحكام ما لم يحضره المصري، و حضر المصري ما لم يحضره الشامي، و حضر الشامي ما لم يحضره البصري، و حضر البصري ما لم يحضره الكوفي، إلى غير ذلك.