التطبيق إن كان مطّرداً في جميع الأفراد، فهو علامة للحقيقة، و حينئذٍ يرد عليه الإشكال الذي قدّمناه في صحّة السلب و عدمها، و أنّه قبل التصديق بصحّة هذا التطبيق يثبت أنّه حقيقة أو مجاز بالتبادر.
و الاطّراد أيضاً دائماً مسبوق بالتبادر، و لا تصل النوبة إلى الاطّراد في معرفة أنّه حقيقة أو لا.
و منها: أنّه يعتبر في المجاز امور: صحّة استعمال اللّفظ في ذلك المعنى، و صحّة الادّعاء، و حسن الادّعاء، فإذا قيل: «رأيت أسداً يرمي» قاصداً لبيان شجاعته، فالامور الثلاثة فيه متحقّقة، بخلاف ما لو قصد به توصيفه بالتقوى- مثلًا- و نحوه من أوصافه غير الشجاعة، فإنّه لا حسن في ادّعائه أنّه أسد.
و أمّا الحقيقة فلا يعتبر فيها سوى صحّة الاستعمال، و استعماله في معناه الحقيقي صحيح و مطّرد بدون ثبوت صحّة الادّعاء و حسنه، بخلاف المجاز، فإنّه لا يطّرد بدونهما.
و يرد على هذا التقريب الإشكال الذي قدّمناه و لا نعيده.