responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 57

و قد أودع الإمام السيوطي فى «الإتقان» كثيرا من المجازات و الاستعارات القرآنية، وردها إلى أنواع المجاز اللغوي-و هو المجاز فى المفرد لا فى التركيب-و بلغت هذه الأنواع عنده عشرين نوعا، ثم انقسم النوع العشرون-و هو إقامة صيغة مقام أخرى-إلى أنواع أخر تزيد على العشرين.

على أن هذه الأقسام و الأنواع للمجاز و الاستعارة لم يتعرض لها الشريف الرضى و هو يكشف عن مجازات القرآن كشفا تطبيقيا بلاغيا، فإن تلك المسميات و المصطلحات لم تكن قد وضعت أو عرفت بعد فى عصر الشريف، الذي يقول مثلا فى مجاز قوله تعالى فى سورة يوسف عليه السلام: وَ سْئَلِ اَلْقَرْيَةَ اَلَّتِي كُنََّا فِيهََا [و هذه استعارة من مشاهير الاستعارات، و المراد: و اسأل أهل القرية التي كنا فيها]. أما السيوطي فيتكلم عن هذه الآية بطريقة اصطلاحية فى علم البيان فيقول فى خلال حديثه عن أنواع المجازات القرآنية: [الرابع عشر:

إطلاق اسم المحل على الحال نحو: فَلْيَدْعُ نََادِيَهُ أي أهل ناديه أي مجلسه، و منه التعبير باليد عن القدرة نحو: بِيَدِهِ اَلْمُلْكُ ... و بالقرية عن ساكنيها نحو: وَ سْئَلِ اَلْقَرْيَةَ ] [1] .

و قد اشتدت حاجة مفسرى القرآن الكريم إلى طائفة من العلوم كان على رأسها ما عرف فى القرن الخامس و ما بعده بعلوم البيان و المعاني، فقد وضعوا لمفسر القرآن شروطا، و أوجبوا عليه أن يعرف علم اللغة ليعرف شرح مفردات الألفاظ و مدلولاتها بحسب الوضع، و أن يعرف علم النحو، لأن المعنى يتغير و يختلف باختلاف الإعراب، و أن يعرف علم الصرف، فإن الجهل بالصرف قد يفضى إلى الخطأ فى التفسير، و للإمام الزمخشري هنا كلمة نفيسة فقد قال:


[1] الإتقان فى علوم القرآن. جـ 2 ص 37.

نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست