نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : السيد الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 332
و قوله سبحانه: وَ لاََ تُمْسِكُوا بِعِصَمِ اَلْكَوََافِرِ [10]و قرأ أبو عمرو وحده تُمْسِكُوا بالتشديد، و قرأ بقية السبعة تُمْسِكُوا بالتخفيف. و هذه استعارة. و المراد بها: لا تقيموا على نكاح المشركات، و خلاط الكافرات، فكنى سبحانه عن العلائق التي بين النساء و الأزواج بالعصم، و هى هاهنا بمعنى الحبال، لأنها تصل بعضهم ببعض، و تربط بعضهم إلى بعض. و إنما سميت الحبال عصما، لأنها تعصم المتعلق بها و المستمسك بقوّتها. و قال الشاعر:
و آخذ من كل حىّ عصم
أي حبالا. و هى بمعنى العهود فى هذا الشعر.
و قال أبو عبيدة: العصمة: الحبل و السّبب. و قال غيره: العصم: العقد. فكأنه تعالى قال: و لا تمسّكوا بعقد الكوافر، أي بعقود نكاحهن. و أبو حنيفة يستشهد بهذه الآية على أنه لا عدّة فى الحربية إذا خرجت إلى دار الإسلام مسلمة، و بانت من زوجها بتخليفها له فى دار الحرب كافرا: و يقول إن فى الاعتداد منه تمسّكا بعصمة الكافر التي وقع النهى عن التمسك بها. و يذهب أن الكوافر هاهنا جمع فرقة كافرة، كما أن الخوارج جمع فرقة خارجة. ليصحّ حمل الكوافر على الذكور و الإناث.
و يكون قوله تعالى: وَ لاََ تُمْسِكُوا خطابا للنبى صلّى اللّه عليه و سلم و المؤمنين. و المعنى:
و لا تأمروا النساء بالاعتداد من الكفار، فتكونوا كأنكم قد أمرتموهنّ بالتمسك بعصمهم.
[1] أبو يوسف هو يعقوب بن إبراهيم الأنصاري الكوفي، صاحب الإمام أبى حنيفة النعمان.
تولى القضاء ببغداد فى أيام المهدى و الهادي و الرشيد؛ و هو أول من لقب بقاضى القضاة فى الإسلام، و أول من وضع الكتب فى الفقه الحنفي. توفى سنة 182 هـ.
[2] محمد هو محمد بن الحسن بن واقد الشيباني، كان إماما فى الفقه و الأصول، و هو صاحب أبى حنيفة و ناشر علمه و مذهبه. تولى القضاء فى زمن الرشيد، ثم صحبه إلى خراسان فمات فى الري سنة 189 هـ.
نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : السيد الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 332