نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : السيد الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 256
و من السورة التي يذكر فيها «الشعراء»
قوله سبحانه [1] : فَلَمََّا تَرََاءَا اَلْجَمْعََانِ، قََالَ أَصْحََابُ مُوسىََ إِنََّا لَمُدْرَكُونَ [61]و هذه استعارة. و المراد بها: العبارة عن التقارب و التداني. و إنما قلنا إن اللفظ مستعار، لأنه قد يحسن أن يوصف به الجمعان، و إن لم ير بعضهم بعضا بالموانع، من مثار العجاج، و رهج الطّراد. لأن المراد به تقارب الأشخاص، لا تلاحظ الأحداق، و ذلك كقولهم فى الحيّين المتقاربين: تتراءى ناراهما. أي تتقابل و تتقارب. لكون النارين بحيث لو كان بدلا منهما إنسانان لرأى كل واحد منهما صاحبه. و قد أومأنا إلى ذلك فيما مضى [2] .
و يقال أيضا: قوم رئاء، على وزن فعال أي يقابل بعضهم بعضا. و كذلك بيوتهم رئاء إذا كانت متقابلة. ذكر ذلك أحمد بن يحيى ثعلب [3] .
و من هذا الباب الحديث المشهور عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و هو قوله: (أنا
[1] فى الأصل: «و لما» بالواو و هو تحريف من الناسخ و الصواب فلما. بالفاء.
[2] فى الكلام فى مجازات سورة الفرقان. الآية رقم 12.
[3] لم نجد لذلك ذكرا فى «مجالس ثعلب» التي نشرتها «دار المعارف» بتحقيق الأستاذ عبد السلام محمد هارون. و وجدنا ذلك فى «الأساس» للزمخشرى. و ثعلب هو إمام الكوفيين فى النحو و اللغة.
اشتهر بالرواية و الحفظ و الصدق و كان ثقة. و مات بصدمة فرس سقط بسببها فى هوة فتوفى على الأثر سنة 291 هـ.
نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : السيد الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 256