نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : السيد الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 254
و لغة أهل تهامة «مرجه» و لغة أهل نجد «أمرجه» و قال أبو عبيدة [1] : إذا تركت الشيء و خليته فقد مرجته. و منه قولهم: مرج الأمير الناس. إذا خلاّهم بعضهم على بعض. و الأمر المريج: المختلط الملتبس.
و قوله سبحانه: تَبََارَكَ اَلَّذِي جَعَلَ فِي اَلسَّمََاءِ بُرُوجاً، وَ جَعَلَ فِيهََا سِرََاجاً وَ قَمَراً مُنِيراً [61]و قد قرئ: سرجا، على الجمع. و هى قراءة حمزة و الكسائىّ من السبعة.
و الباقون يقرءون: سراجا على التوحيد.
فمن قرأ «سرجا» أراد النجوم، و من قرأ «سراجا» أراد الشمس، و يقوّى ذلك قوله سبحانه فى موضع آخر: وَ جَعَلَ اَلشَّمْسَ سِرََاجاً[2] . و يقوّى قراءة من قرأ «سرجا» أن النجوم من شعائر الليل، و السّرج بأحوال الليل أشبه منها بأحوال النهار.
و إنما شبهت النجوم بالسّرج لاهتداء الناس بها فى الظّلماء، كما تهتدى بالمصابيح الموضوعة، و النيران المرفوعة.
و قوله سبحانه: وَ هُوَ اَلَّذِي جَعَلَ اَللَّيْلَ وَ اَلنَّهََارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرََادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرََادَ شُكُوراً [62]. و هذه استعارة، و معنى خلفة-فى بعض الأقوال-أي جعل الليل و النهار يتخالفان، فإذا أتى هذا ذهب هذا، و إذا أدبر هذا أقبل هذا.
و قيل: خلفة أي يخلف أحدهما الآخر، فيكون ذلك من الخلافة لا من المخالفة.
[1] هو معمر بن المثنى النحوي البصري، كان إماما فى اللغة و الأدب. و قال فيه الجاحظ: لم يكن فى الأرض أعلم بجميع العلوم منه. و اشتهر بحفظ حديث رسول اللّه. و قد استقدمه الرشيد إلى بغداد سنة 188 هـ و قرأ عليه أشياء من كتبه. و توفى سنة 209 هـ.