responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 113

بِسْمِ اَللََّهِ اَلرَّحْمََنِ اَلرَّحِيمِ

و من السورة التي يذكر فيها البقرة

... و لكنهم لما لم يعلموا هذه الآلات فى مذاهب الاستدلال بها، كانوا كمن فقد أعيانها، و رمى بالآفات فيها. و كذلك قوله تعالى: وَ طُبِعَ عَلى‌ََ قُلُوبِهِمْ [1] لأن الطبع من الطابع، و الختم من الخاتم، و هما بمعنى واحد. و إنما فعل سبحانه ذلك بهم عقوبة لهم على كفرهم.

و قوله سبحانه: وَ عَلى‌ََ أَبْصََارِهِمْ غِشََاوَةٌ [7] [2] استعارة أخرى. لأنهم كانوا على الحقيقة ينظرون إلى الأشخاص، و يقلّبون الأبصار، إلاّ أنهم لما لم ينتفعوا بالنظر، و لم يعتبروا بالعبر وصف سبحانه أبصارهم بالغشي، و أجراهم مجرى الخوابط الغواشي. أو يكون تعالى كنى هاهنا بالأبصار عن البصائر، إذ كانوا غير منتفعين بها، و لا مهتدين بأدلتها. لأن الإنسان يهدى ببصيرته إلى طرق نجاته، كما يهدى ببصره إلى مواقع خطواته.

و قوله تعالى. فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزََادَهُمُ اَللََّهُ مَرَضاً [10]و المرض فى الأجسام حقيقة و فى القلوب استعارة، لأنه فساد فى القلوب كما أنه فساد فى الحقيقة، و إن اختلفت جهة الفساد فى الموضعين.

و قوله سبحانه: اَللََّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَ يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيََانِهِمْ يَعْمَهُونَ [15] و هاتان استعارتان. فالأولى منهما إطلاق صفة الاستهزاء سبحانه، و المراد بها أنه تعالى يجازيهم على استهزائهم بإرصاد العقوبة لهم، فسمى الجزاء على الاستهزاء باسمه، إذ كان واقعا فى مقابلته، و الوصف بحقيقة الاستهزاء غير جائز عليه تعالى،


[1] سورة التوبة الآية رقم 87، و فى سورة «المنافقون» (فطبع على قلوبهم) بالفاء لا بالواو الآية رقم 3.

[2] ملحوظة. يشير الرقم بين حاصرتين بعد الآية هكذا[]إلى عددها من السورة.

نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست