نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : السيد الشريف الرضي جلد : 0 صفحه : 29
سلطان فقط، بل لأنه نفسه قد نشأ على موالاة الطائع منذ صباه، و في أيام أبيه، حتى في دور النكبة، فلقد كان في أيام عضد الدولة المفضل عليه لا يألوا جهدا في ملاينة الشريف و وعده بحصول أمانيه، بالرغم على مراقبة حساده و اعداء أبيه، و بعد، فما كان الطائع-و هو داهية المجاملة-ليهمل محاولات الشريف التي يعرفها و التي يتوسمها في جبينه، و هو يرى إقبال شرف الدولة عليه و على أبيه، و لا يهمل ما لأبى أحمد على أبيه المطيع في أيام المستكفي و قبل دخول معز الدولة بغداد ثم بعده، لأنه الواسطة الوحيدة لدى المعز فى صرف الخلافة إليه، الى ان تنازل عنها لولده الطائع.
إن هذا لا ينساه الطائع بعد استخلافه، و لا يجهله الشريف بعد استقلاله و تأهله للقيام بشئون النقابة و ما يشبهها من المحاولات الشريفة و لتلك المودة الموروثة و الولاء الصميمي الممتزج بالآمال الكثيرة، كان الشريف يحرص على مودته، و يغار عليه أن يتصل به بعض مناوئيه؛ و قد يسترسل معه فيترك بعض واجبات الحشمة و المجاملة له، كما نجده حينما استماله بعض أعداء الشريف بالمال ليحوز النقابة دونه يقول مخاطبا له:
و نمي إليّ من العجائب أنه # لعبت بعقلك حيلة الخوّان
فاحذر عواقب ما جنيت فربما # رمت الجناية عرض قلب الجاني
فهذه المعاتبة الجافية-او سمّها النصيحة الحادة-لا يقابل بها المهاب المحتشم بل المماثل، و فيها تدليل على ان المودة بينهما كانت مستحكمة لدرجة الخلة أو ما فوقها؛ و نحن نزداد بصيرة فى هذا إذا رأينا الشريف مع
نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : السيد الشريف الرضي جلد : 0 صفحه : 29