نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : السيد الشريف الرضي جلد : 0 صفحه : 24
موضع من الدار قريب من مجلسه، إعظاما له، فعاد الى المجلس مسودّا [1]
و قد أدني مجلسه من سرير الطائع، و في ذلك أنشأ قصيدته المستهلة بقوله: «الآن أعربت الظنون» يشكره فيها على هذه الصنيعة، و بالأخرى التي يقول فيها:
أفاض بلا منّ علي كرامة # و نقص الأيادي أن يزيد امتنانها
خرجت أجر الذيل منها و قد نزت # قلوب العدا مني و جنّ جنانها
[3]دور القادر و بهاء الدولة
:
يبتدئ هذا الدور بخلع الطائع و استخلاف القادر باللّه سنة 381، و هو أطول الأدوار، و لقد كان الشريف يقضي حياته في شطر من هذا الدور في قلق و مجاملة [2] لأن صلاته بالقادر لم تتوثق من كافة مناحيها و لم تكن له يد تستحق الرعاية التي كان يراها من الطائع؛ و من ينعم النظر في سيرته يعلم أنه لا يتفق و الشريف على رأي و لا مبدأ، و أنه يصعب على الشريف جدا ان يملك ثقته او يفوز برعايته؛ و ربما كان لا يخشى ان تتوغل النّبوة بينهما، بعد ما توطّدت له الأمور و صاهر بهاء الدولة و لكن القادر أشد ملائمة لنفس الشريف من الطائع، لزهده و انعزاله عن مداحض السياسة على الأغلب، و لأنه صاحب كلام و جدل و الطائع لا نصيب له فى أيّ فن من فنون العلم سوى الأدب؛ إلا أن ملاينته للشريف و تقديره له تجعله بطبيعة الحال أكثر ولاء منه للقادر.