responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تكميل مشارق الشموس في شرح الدروس نویسنده : الخوانساري، الشيخ آقا حسين    جلد : 1  صفحه : 458

أبا عبد اللّٰه (عليه السلام) عن صوم تاسوعاء و عاشوراء من شهر المحرم فقال تاسوعاء يوم حوصر فيه الحسين (عليه السلام) و أصحابه رضي اللّٰه عنهم بكربلاء و اجتمع عليه خيل أهل الشام و أناخوا عليه و فرح ابن مرجانة و عمر بن سعد بتوافر الخيل و كثرته و استضعفوا فيه الحسين (عليه السلام) و أصحابه كره اللّٰه وجوههم أيقنوا أن لا يأتي الحسين (عليه السلام) ناصر و لا يمدده أهل العراق بأبي المستضعف الغريب ثم قال و أما يوم عاشوراء فيوم أصيب فيه الحسين (عليه السلام) صريعا بين أصحابه و أصحابه حوله صرعى عراة فصوم يكون في ذلك اليوم كلا و رب البيت الحرام ما هو يوم صوم و ما هو إلا يوم حزن و مصيبته دخلت على أهل السماء و أهل الأرض و جميع المؤمنين و يوم فرح و سرور لابن مرجانة و آل زياد و أهل الشام غضب اللّٰه عليهم و على ذراريهم و ذلك يوم بكت جميع بقاع الأرض خلا بقعة الشام و من صامه أو تبرك به حشره اللّٰه تعالى مع آل زياد ممسوخ القلب مسخوطا عليه و من ادخر إلى منزله ذخيرة أعقبه اللّٰه نفاقا في قلبه إلى يوم يلقاه و انتزع البركة عنه و عن أهل بيته و ولده و شاركه الشيطان في جميع ذلك و قال الشيخ في التهذيب بعد نقل الروايات فالوجه في هذه الأحاديث أن من صام يوم عاشوراء على طريق الحزن بمصاب رسول اللّٰه (صلى الله عليه و آله) و الجزع لما حل بعترته فقد أصاب و من صامه على ما يعتقد فيه مخالفونا من الفضل في صومه و التبرك به و الاعتقاد لبركته و سعادته فقد أثم و أخطأ و نسب في الاستبصار هذا الجمع إلى شيخه المفيد و يمكن حمل أخبار الاستحباب على التقية أيضا و أما خبر كثير النواء فأكثر الوقائع المذكورة فيه وردت الأخبار بوقوعها في ذلك اليوم و قد ورد في الخبر أيضا أن هذا الحديث من الأحاديث الموضوعة رواه الصدوق في المجالس عن جبلة المكية قال سمعت ميثم التمار يقول لتقتلن هذه الأمة ابن نبيها في المحرم لعشر يمضين منه و ليتخذن أعداء اللّٰه ذلك اليوم يوم بركة و إن ذلك لكائن قد سبق في علم اللّٰه تعالى ذكره أعلم ذلك بعهد عهده إلي مولاي أمير المؤمنين (عليه السلام) و لقد أخبرني أنه يبكي عليه كل شيء حتى الوحوش في الفلوات و الحيتان في البحار و الطير في جو السماء فتبكي عليه الشمس و القمر و النجوم و السماء و الأرض و مؤمنو الإنس و الجن و جميع ملائكة السماوات و رضوان و مالك و حملة العرش و تمطر السماء دما و رمادا ثم قال وجبت لعنة اللّٰه على قتلة الحسين (عليه السلام) كما وجبت على المشركين الذين يجعلون مع اللّٰه إلها آخر و كما وجبت على اليهود و النصارى و المجوس قالت جبلة فقلت له يا ميثم و كيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين بن علي (عليهما السلام) يوم بركة فبكى ميثم ثم قال سيزعمون بحديث يضعونه أنه اليوم الذي تاب اللّٰه فيه على آدم (عليه السلام) و إنما تاب اللّٰه على آدم (عليه السلام) في ذي الحجة و يزعمون أنه اليوم الذي قبل اللّٰه فيه توبة داود و إنما قبل اللّٰه توبته في ذي الحجة و يزعمون أنه اليوم الذي أخرج اللّٰه فيه يونس من بطن الحوت و إنما أخرجه اللّٰه من بطن الحوت في ذي القعدة و يزعمون أنه اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح على الجودي و إنما استوت على الجودي في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة و يزعمون أنه اليوم الذي فلق فيه البحر لبني إسرائيل و إنما كان ذلك في شهر ربيع الأول ثم قال ميثم رحمه اللّٰه يا جبلة اعلمي أن لحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) يوم القيامة و لأصحابه على سائر الشهداء درجة يا جبلة إذا نظرت إلى الشمس حمراء كأنها دم عبيط فاعلمي أن سيدك الحسين (عليه السلام) قد قتل قال فخرجت ذات يوم فرأيت الشمس على الحيطان كأنه الملاحف المعصفرة فصحت حينئذ و بكيت و قلت قد و اللّٰه قتل سيدنا الحسين بن علي (عليهما السلام) و بالجملة فليس من الجانبين خبر صحيح يعول عليه و الاحتياط في ترك صومه و إن اشتغلت الذمة بصوم واجب غير متعين و قد مر جواز تأخير قضاء رمضان خصوصا إذا تعلق به غرض صحيح كما عرفت من حديث تأخير أزواج النبي (صلى الله عليه و آله) صيامهن إلى شعبان و روي صمه من غير تبييت و أفطره من غير تشميت

و يفهم منه استحباب ترك المفطرات لا على أنه صوم حقيقي و هو حسن رواه الشيخ في المصباح عن عبد اللّٰه بن سنان قال دخلت على سيدي أبي عبد اللّٰه جعفر بن محمد (عليهما السلام) في يوم عاشوراء فلقيته كاسف اللون ظاهر الحزن و دموعه تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط فقلت يا ابن رسول اللّٰه مم بكاؤك لا أبكى اللّٰه عينيك فقال لي أو في غفلة أنت أ ما علمت أن حسين بن علي (عليهما السلام) أصيب في مثل هذا اليوم فقلت يا سيدي فما تقول في صومه قال لي صمه من غير تبييت و أفطره من غير تشميت و لا تجعله يوم صوم كملا و ليكن إفطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء فإنه في مثل ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلت الهيجاء عن آل رسول اللّٰه (صلى الله عليه و آله) و انكشفت الملحمة عنهم إلى آخر الحديث و قوله (عليه السلام) صمه من غير تبييت و أفطره من غير تشميت أي إن تصمه فصمه من غير تبييت للنية و قصد للصيام الحقيقي بأن يكون صومك مجرد إمساك من المفطرات حزنا و جزعا و أن تفطره فأفطره من غير أن يكون تناولك معاذ اللّٰه على وجه الشماتة و الفرح بما أصاب فيه بأولياء اللّٰه ثم بين أن الإمساك ينبغي أن يكون إلى ساعة بعد العصر و الهيجاء الحرب يمد و يقصر و الملحمة الوقعة العظيمة في الفتنة و حسن العمل بهذا الخبر لأجل اعتبار سنده و موافقته لآداب إظهار الجزع و المصيبة اللازمة مراعاتها في هذا اليوم تذنيب قال العلامة في المنتهى يوم عاشوراء هو

نام کتاب : تكميل مشارق الشموس في شرح الدروس نویسنده : الخوانساري، الشيخ آقا حسين    جلد : 1  صفحه : 458
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست