نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن جلد : 6 صفحه : 62
الرابعة التي عقدها في سائر العلماء من المحدّثين و المفسّرين و الفقهاء، قال: كان السيد المذكور من أكابر السادات العظماء، و مشاهير الفضلاء و العلماء. و كان نقيبا على الري، و قم، و آمل، ذا ثروة و نعمة عظيمة، مع كمال الفضل، و علو النسب و الحسب.
له مدرسة عظيمة بقم، و لمّا توفّي كان من جملة متروكاته أربعمائة من لؤلؤ و ناهيك بها ثروة. و كانت ملوك آل سلجوق يلتمسون مصاهرته، و يفتخرون بذلك لعلوّ قدره و ارتفاع شأنه، و كان الخواجه نظام الملك صاهر ابنه السيد الأجل محمد بابنته التي هي واحدته بعد أن تشفّع إليه بمن يعزّ عليه.
و لم تزل النقابة و الرئاسة في ولده حتّى تغلّب خوارزم شاه تكش على العراق، فقتل السيد يحيى بن محمد بن علي بن محمد بن المطهّر المذكور، و هرب ابنه إلى بغداد، فزالت أيامهم، و انقضى زمانهم، و خلد في صدور الدفاتر محاسنهم و إحسانهم، رحمهم اللّه تعالى.
و لم تنقض أيامهم، و ما زالت، كما ستعرف في آخر هذه الترجمة، قال: و ذكره أبو الحسن الباخرزي في دمية القصر، فقال: هو من أعيان الأشراف السادة. اتفق اكتحالي بغرّته الزهراء، و استضاءتي بزهرته الغرّاء سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة بالري، إلاّ أن الالتقاء كان خلسة، و الاجتماع لحظة. و ما زالت أخباره تترامى إليّ بأثنيّته الجميلة عليّ، فيزداد غرس ولائه في قلبي أثمارا، و هلال وفائه بين جوانحي أقمارا، و لم أظفر بما ألقاه بحر علمه على لسان فضله إلاّ بهذين البيتين:
جانب جناب البغي دهرك كلّه # و اسلك سبيل الرشد تسعد و الزم
من وسّخته عذرة أو فجرة # لم ينقه بالرحض بحر القلزم [1]