responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن    جلد : 5  صفحه : 90

و كانت هذه عادته على الاستمرار، فإذا فرغ من استماع الدرس، ركب إلى عمارته.

فتأخّر مجيئه ذات يوم فلمّا جاء و مرّ على المسجد لم يسمع شيئا فظنّ انقضاء الدرس و فراغ الشيخ منه فتوجّه إلى عمارته، و لمّا رجع آخر النهار و مرّ بالمسجد رأى الشيخ في عدّة من جماعته و تلامذته جلوسا يتذاكرون العلم، فنزل و دخل معهم فلمّا بصر به الشيخ أقبل عليه بأخشن ما يكون من الكلام المعنّف حتّى تفل في وجهه، و قال له: شغلتك الدنيا عن استماع آثار أهل البيت و أحكامهم الدينيّة، فصار الحاكم يعتذر إليه بظنّ الفراغ من الدرس و يتضرّع بين يديه و مسح بالتفلة وجهه و قال:

الحمد للّه الذي جعل ريق العلماء شفاء من كلّ داء.

و تفرّق المجلس. و كان الحاكم المذكور هو الذي يجري الإنفاق على الشيخ و على تلامذته من ماله، فلمّا فرغ الشيخ في نفسه و فكّر فيما صنعه بالحاكم بملأ من الناس الأشراف أخذه الخوف من سطوة الحاكم و اغتياله له، فلمّا كان نصف الليل طرقت باب الشيخ فظنّ الشيخ أنه قد جاء من قبل الحاكم من يأخذه فأرسل من يستعلم له الحال، و إذا بالحاكم قد أرسل للشيخ خلعة و كسوة و لأهل بيته، و صرّة دراهم له و لتلامذته، و أنه يقول: هذا كفّارة ما عملناه اليوم و نسأل اللّه العفو عن الزلّة و الخطأ، فطابت نفس الشيخ حينئذ.

قلت: و لا عجب من خشونة الشيخ في ذات اللّه و ربّانيّته، إنّما العجب كلّ العجب من كمال نفس هذا الحاكم، لكنّه لا غرو فإنه عامل الدولة النورانيّة الشريفة الصفويّة الموسويّة الزهراء. و كان حكّامها و علماؤها و سلاطينها كلّهم قدسيّة، رضي اللّه عنهم جميعا [1] .


[1] أنوار البدرين/134-135.

نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن    جلد : 5  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست