و سكن بلد الكاظمين لمّا كثرت مهاجمات الوهابيّة على كربلاء.
و كانت البلدة بوجوده ربيع الشيعة. و لمّا تغلّبت الروسيّة على دربند و قبه و كنجه و شيروان و غيرها من بلاد قفقاز، استغاث أهلها إلى السيد، و كرّروا الرسل و الشكاية إليه و كتبوا له: إنهم غلبوا علينا و أمرونا بإرسال الأطفال إلى معلّمهم لتعليم رسوم دينهم و شريعتهم و يجترئون بالنسبة إلى القرآن و المساجد و سائر شعائر الإسلام.
قال صاحب نجوم السماء: فأمر السيد بالجهاد، و كتب بذلك إلى السلطان فتح علي شاه، فلم يحصل منه جواب، فكتب له السيد: إن لم تقم للجهاد قمت أنا بذلك.
فجمع السلطان العساكر و تهيّأ للجهاد، و توجّه السيد مع جماعة من العلماء و الطلاب و أهل الصلاح. و لمّا دخل إيران قام أهلها لامتثال أمره، و اجتمع خلق كثير لا يحصون. و كان توضّأ يوما على حوض كبير، فأخذ الناس ماءه للتبرّك حتى فرغ الحوض.
و لمّا قرب من ورود طهران استقبله السلطان و كلّ أهل طهران و أجلسه السلطان معه على التخت و نهض إلى الجهاد، و نهض السلطان معه، و رأس السلطان ابنه عبّاس ميرزا على الجيش، و كان ولي عهده.
و لمّا التقى المسلمون مع الروسيّة في تفليس قامت الحرب على ساق.
و لمّا ظهرت آثار غلبة جيش الإسلام، أرسل قائد جيش الروس إلى عباس ميرزا أن إذا صالحتم يكون لك و لعقبك عندنا عهد السلطنة دون سائر القاجارية بإيران.