نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن جلد : 5 صفحه : 490
بزمان قليل، فأخذنا في تجهيزه، و ليس عن الميرزا المذكور خبر و لا أثر، و كنت متفكّرا لأني لم أسمع مدّة مصاحبتي معه-قدّس سرّه- كلاما غير محقّق، و لا خبرا غير مطابق للواقع.
كان رحمه اللّه من خواص أصحابه، و حامل أسراره، قال: فتحيّرت في وجه المخالفة إلى أن غسّلناه و كفّناه و حملناه و أتينا به إلى الصحن الشريف للصلاة و الطواف، و معنا وجوه المشايخ و أجلّة الفقهاء كالبدر الأزهر الشيخ جعفر، و الشيخ حسين نجف و غيرهما.
و حان وقت الصلاة، فضاق صدري بما سمعت منه. فبينما نحن كذلك و إذا بالناس ينفرجون عن الباب الشرقي، فنظرت و إذا بالسيد الأجل الشهرستاني قد دخل الصحن الشريف و عليه ثياب السفر، و آثار تعب المسير عليه، فلمّا وافى الجنازة قدّمه المشايخ لاجتماع أسبابه فيه، فصلّى عليه و صلّينا معه و أنا مسرور الخاطر، منشرح الصدر، شاكرا للّه تعالى على إزالة الريب عن قلوبنا.
ثمّ ذكر لنا أنه صلّى الظهر في مسجده في كربلاء، و في رجوعه إلى الدار، وصله مكتوب من النجف الأشرف و فيه يأس الناس من السيد، قال: فدخلت البيت و ركبت بغلتي من غير مكث فيه و لا في الطريق، و صادف دخولي في النجف حمل جنازته-قدّس سرّه-.
و حدّثني بذلك أيضا الأخ الصفي، العالم الزكي الربّاني، آغا علي رضا الأصفهاني عن المولى ميرزا زين العابدين المذكور. انتهى [1] .
قلت: و قد سمعت هذه الحكاية عن جماعة عن الميرزا زين العابدين السلماسي، غير أن الذي سمعته أنه لمّا ورد الميرزا الشهرستاني إلى الصحن الشريف جاء رأسا حتّى وقف على الجنازة و نادى: الصلاة! الصلاة!و وقف و صلّى من دون أن يقدّمه أحد، و اللّه العالم.