نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن جلد : 5 صفحه : 413
و كان في فنّ الطبّ جالينوس زمانه، و في فنّ النجوم وحيد عصره.
كان يشار إليه بالأكف في استخراجات أحكام النجوم، و له فيه اليد البيضاء.
و سافر إلى الهند لبعض الوجوه، و عاد إلى دستر ثمّ رجع إلى كربلاء، و توطّن بها، و اشتغل بالعبادة و التدريس، حتّى إذا كانت سنة ست و ثمانين و مائة بعد الألف، سرى الطاعون العظيم من القسطنطينية إلى العراق، و مات من أهل العراق و أطرافه ما لا يحصيهم إلاّ اللّه سبحانه.
مات أول يوم منه في بغداد سبعون ألف نسمة، و في اليوم الثاني و الثالث ما لا يمكن بعد إحصاؤه.
كانت العتبات مشحونة بالأفاضل و العلماء كلّهم ماتوا بهذا الطاعون إلاّ نفرا معدودا فرّوا منه أو تأخّر أجلهم. و قد أرّخ السيد الفاضل الأديب السيد محمد زيني ذلك بقوله (الطاعون عظيم) . و لمّا امتدّ حتّى دخلت سنة سبع و ثمانين و مائة بعد الألف أرّخه (الطاعون عظيم) ، و سرى الطاعون إلى البصرة، و منها إلى بوشهر.
و بالجملة، بعد مدّة من الزمان عرض للسيد بعض الأمراض فرحل السيد محمد شفيع إلى شوشتر للمعالجة، و تغيّر الهواء، فلمّا وصل إلى الأهواز تمرّض بمرض ذات الجنب، فتوفّي في شهر جمادى الأولى سنة 1204 (أربع و مائتين بعد الألف) و حمل نعشه الشريف إلى كربلاء حسب وصيّته، حشره اللّه مع الشهداء [1] .