نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن جلد : 5 صفحه : 370
علم المقالات، واحد في الحكمة الإلهيّة و الرياضيّة، محدّث خبير، فقيه بصير، أصولي ماهر، متكلّم باهر، مفسّر كامل، بحر في المعارف، شيخ المجاهدين، و أفضل السالكين، و أكمل الزاهدين، و واحد المكاشفين، لم يكن في زماننا أجمع و أكمل منه.
رأيته زهد في الدنيا حينما أقبلت بكلّها عليه، و ترك الرئاسة حينما اتفقت الكلمة في بلده عليه، لم تستوسق الأمور من كلّ الجهات لمثله، و لم تجتمع الأسباب لأحد مثل ما جمعت له، فتركها و لم يحفل بشيء منها، و ترك الناس و أخذ في الانزواء عنهم، و اشتغل بتكميل نفسه، و انقطع عن كلّ أحد حتّى أهله و ولده، و صار لا يأنس إلاّ بربّه، مشغولا في الليل و النهار في المجاهدة و المراقبة و تكميل المعرفة، و وجّه همّته بكليتها إلى العالم القدسي، و قصر أمنيته على نيل محلّ الروح و الأنس حتّى فتح اللّه جلّ جلاله على قلبه باب خزائن رحمته، و نوّره بنور الهداية ليشاهد الأسرار الملكوتيّة، و الآثار الجبروتيّة، و يكشف في باطنه الحقائق الغيبيّة، و الدقائق الفيضيّة، و هذا مقام لا يقوم به إلا الرجل الفحل، و لا يناله إلاّ ذو حظّ عظيم.
و لم أر في عصري من ناله إلا هذا الشيخ و آخر أو اثنين، قدّس اللّه سرّهم.
و أمّا مشايخه في الفقه و الأصولين في النجف الأشرف، لأنه جاء فارغا من المقدّمات، و قارئا في الفقه و الأصول عند والده العلاّمة حجّة الإسلام المتقدّم ذكره، فحضر في الفقه و الأصول على شيخنا و أستاذنا المحقق الحاج ميرزا حبيب اللّه الرشتي، و الشيخ الفقيه الشيخ راضي، و السيد الأستاذ العلاّمة حجّة الإسلام الميرزا الشيرازي، و في الحكمة و الكلام على الفاضل الميرزا باقر الشكي.
و بعد ما فرغ من كلّ ذلك و كمل، رجع إلى أصفهان، فأكبّ عليه
نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن جلد : 5 صفحه : 370